أذاعت قناة ON، اليوم، عظة للقمص جرجس عبد الملاك شنودة، كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالمنيل مصر القديمة، في إطار برنامج عظة الأحد الأسبوعية.
وتناول القمص جرجس -خلال العظة- قراءات قداس اليوم، وهو الأحد الثاني من شهر كيهك، موضوع إنجيله، وهو بشارة الملاك جبرائيل للسيدة العذراء في إنجيل لوقا والإصحاح الأول، وملامح في بشارة الملاك للسيدة العذراء، من خلال:
– القديس لوقا «كاتب السفر» كان أمميًّا وآمن بالسيد المسيح، ويُعتبر في المسيحية هو الفيلسوف الثاني بعد القديس بولس الرسول، “رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق” (لو 1: 3)، لم يرَ بشارة الملاك جبرائيل للسيدة العذراء ولكن السيدة العذراء قالت له عنها، فكان مدققًا وأمينًا في نقل البشارة.
– عيد البشارة في 29 برمهات، والكنيسة وضعت أن كل 29 من الشهر القبطي هو تذكار لعيد البشارة، لأنه عيد سيّدي، ولا يُصام فيه انقطاعي، ويُصلّى فيه بالطقس الفرايحي، ما عدا طوبه وأمشير، فهو تذكار للبشارة والميلاد والقيامة.
– زكريا الكاهن كان آخر كهنة العهد القديم، وانتهى الكهنوت اليهودي الهاروني عندما شك زكريا في بشارة الملاك له، وصار صامتًا حتى ميلاد يوحنا المعمدان، واكتملت النهاية عندما انشق حجاب الهيكل في الجمعة الكبيرة، ثم بدأ كهنوت العهد الجديد.
– “وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ” (لو 1: 26)، الأرقام لها مدلول في الكتاب المقدس، و”السَّادِسِ” يروق للشيطان منذ بدء الخليقة، ومثال على ذلك عندما انتصر الشيطان على آدم المخلوق في اليوم السادس، فأراد الله أن يجعل في هذا الرقم انتصارًا على الشيطان، ببداية عمل الخلاص وتحويل الصليب من رمز للعنة إلى سبب بركة.
– “أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ”، كل ملاك له عمله، فالمملكة السمائية هي مملكة منظمة، لأن البيوت والخدمة المنظمة تكون مثمرة وبها بركة.
– “إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ” (لو 1: 26)، مدينة “نَاصِرَةُ” هي مدينة غارقة في الشرور، ولكن السيدة العذراء تخطت الأجواء المحيطة بها، وكانت تحيا بالصدق.
– “«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ»” (لو 1: 28)، السيدة العذراء ممتلئة نعمة، وتفوق جميع النساء منذ بدء الخليقة إلى نهايتها في البركة، “«بَنَاتٌ كَثِيرَاتٌ عَمِلْنَ فَضْلًا، أَمَّا أَنْتِ فَفُقْتِ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا»” (أم 31: 29)،
– مقارنة بين السيدة العذراء للبشارة وزكريا الكاهن في عدة نقاط، هي :
– “فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ (يَكُونُ)..” (لو 1: 34)، “فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ (أَعْلَمُ) هذَا” (لو 1: 18)، السيدة العذراء كانت تحفظ العهد القديم، “هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»” (إش 7: 14)، فآمنت ببشارة الملاك بينما زكريا الكاهن شكّ في كلام الملاك، برغم معرفته أن نساء كثيرات في الكتاب كُنّ عواقر وأنجبن.
– صلاة ولجاجة زكريا في طلب الابن الذي سيرث الكهنوت منه، بينما السيدة العذراء لم تطلب أن تكون أمًّا.
– “(اَلرُّوحُ الْقُدُسُ) يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَ(قُوَّةُ الْعَلِيِّ) تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى (ابْنَ اللهِ)” (لو 1: 35)، بداية إظهار الثالوث المقدس.
– مقارنة بين السيدة العذراء وحواء في عدة نقاط، هي :
– الحديث، ففي حديث الحية مع حواء كانت حواء بسيطة وساذجة، بينما في حديث السيدة العذراء مع الملاك كانت السيدة العذراء هادئة ومستنيرة.
– إنجاب حواء لابنها قايين كان بزرع بشر، بينما إنجاب السيدة العذراء للسيد المسيح كان بدون زرع بشر (بدون أب) “اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ”، فكانت أمًّا وعذراء في الوقت ذاته، “هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا، لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقًا” (حز 44: 2).
– “«هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»” (لو 1: 38)، تسليم السيدة العذراء وليس استسلام لمشيئة الله.