تحطيب ومزمار بلدي وزغاريد وزفة سيارات وحشود من المهنئين هذا هو مشهد احتفال أهل قرية العوامية جنوب الأقصر، بتوديع الحاج عبدالحفيظ مصطفى عبدالحاكم وزوجته جندية لأداء مناسك الحج في الأراضي المقدسة، إذ تمثل فريضة الحج أحد المناسبات التي تهتم بها العائلات في صعيد مصر، وتحافظ على طقوسها، فالقرية تخرج كلها يوم توديع أو استقبال الحجاج.
أكبر أمنية يتمناها طوال حياته
قال الحاج عبدالحفيظ مصطفى، 75 عاما، مقيم بالعوامية جنوب المحافظة، إنه انتظر تلك اللحظة من عشرات السنين، فالذهاب إلى بيت الله الحرام كان أكبر أمنية يتمناها طوال حياته، وظل طيلة عمره يجمع المال لكي يؤدي مناسك الحج هو وزوجته ومنذ يوم البشارة بدعوة الحج، يجتمع الأهل والأحباب والجيران في البيت كل ليلة وعلى مدى الشهر أو أكثر.
فرحة الحج غير أي فرحة
وأضاف مصطفى في حديثه لـ«الوطن» والدموع تنهمر من عينيه من شدة الفرح، أن فرحة الحج غير أي فرحة لذا قررنا الاحتفال بها على طريقتنا القديمة في الأقصر، في تهنئة وتوديع الحجاج، فدعونا الأهل والمحبين لحضور الاحتفال على انغام المزمار الصعيدي الذي عزف المدائح وأغاني الحج على المزمار، وسط زغاريد وهتافات المحبين.
موكب الزفة المهيب
وذكر محمد عبدالحفيظ نجل الحاج عبدالحفيظ، أنه بعد انتهاء الاحتفال، تبدأ مراسم زفة الحاج، إذ نتجمع للذهاب للمطار بالسيارات والمزمار بصحبة المهنئين من المجاملين، على أنغام المزمار وأناشيد الحج في موكب “الزفة” المهيب، إذ يمر الحاج وتتحلق حوله الناس لمصافحته وعناقه من الرجال والنساء، ويذكرونه بالدعاء لهم في الحرم أو الكعبة بالاسم، ومنذ لحظة خروجه من بيته، وحتى وصوله إلى المطار لا ينقطع الإنشاد والمديح، وبعد الانتهاء من مراسم زفة الحاج يبدأ أهله في تزيين المنزل.
توزيع الهدايا على الأهل والمحبين
ويستطرد: عند عودة الحاج من أداء مراسم فريضة الحج، لا يظل في منزله لمدة قد تصل إلى 5 أيام منذ وصوله، إذ يجب أن يجلس في ديوان العائلة أو المندرة ليستقبل المهنئين، ثم نقيم ليلة مديح أو قرآن، ونقوم فيها بذبح الذبائح على حسب مقدرته، وبعدها يبدأ في توزيع الهدايا على الأهل والمحبين.