قال بركات الفرا، السفير الفلسطينى الأسبق بالقاهرة، إن اقتحام رفح الفلسطينية يزيد الأمور تعقيداً، ويُنذر بكارثة إنسانية، ويؤثر على سكان غزة إنسانياً وعسكرياً، وسيؤدى إلى سيل من الدماء، وآلاف الشهداء والجرحى. وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أن قصف معبر «كرم أبوسالم» كان خطأ سياسياً وأن المفاوضات كانت فى طريقها إلى الحل، لأن المواطنين فى الضفة وغزة يساقون إلى الموت، ويجب إبرام صفقة وهدنة قريباً، مشيراً إلى أن «مصر لم تتوقف عن دعم القضية، وتحظى بقبول كافة الفصائل».
كيف يؤثر التصعيد فى رفح على زيادة سوء الأوضاع داخل غزة إنسانياً وعسكرياً؟
– اجتياح رفح الفلسطينية سيزيد الأمور سوءاً فى قطاع غزة والشرق الأوسط، وسيكون الوضع مأساوياً للغاية، وسيؤدى إلى سيل من الدماء واستشهاد الآلاف، وبالتأكيد الاحتلال الإسرائيلى لن يخرج من رفح الفلسطينية، لأن اجتياح رفح فى هذا الوضع سيكون مأساة كبرى.
كيف استغل «نتنياهو» قصف حماس لمعبر «كرم أبوسالم» فى اجتياح رفح؟
– بنيامين نتنياهو انتظر اتخاذ قراره باقتحام رفح الفلسطينية وأعلن مراراً وتكراراً اجتياح رفح، وبالتأكيد قصف الفصائل الفلسطينية لمعبر كرم أبوسالم هو حجة فقط وليس مبرراً، لأن القرار اتُخذ مسبقاً منذ 3 أو 4 أشهر، وهو يتحدث كثيراً عن اقتحام واجتياح رفح لأن 4 كتائب من الفصائل الفلسطينية موجودة هناك، وبالتالى هو يستخدم ما حدث فى معبر كرم أبوسالم ذريعة لا أكثر ولا أقل، وقصف المعبر خطأ سياسى لأن المفاوضات كانت فى طريقها إلى الحل، وحكومة الحرب الإسرائيلية هى السبب فيما يحدث الآن برفح الفلسطينية.
كيف ينعكس اقتحام رفح على الداخل الإسرائيلى فى ظل وجود أصوات رافضة للعملية العسكرية؟
– الداخل الإسرائيلى يرى أن هناك استنزافاً حدث لجيش الاحلال بسبب حرب غزة، وهى حرب طويلة الأمد دخلها بنيامين نتنياهو لإطالة أمد حكومته، لكن مجلس الحرب اتخذ قراراً، بمن فيه المعارضة، وهم آيزنكوت وبينى جانتس والمجتمع الإسرائيلى، رغم كل ذلك، موافق على اجتياح رفح، وكانوا يريدون صفقة للتبادل للتخلص من الضغوط الداخلية فى المجتمع الإسرائيلى، ثم بعد ذلك اقتحام رفح الفلسطينية، من أجل الصفقة.
وحالياً ازداد التصعيد وتغيرت الأمور، ويجب تدخل المجتمع الدولى لمنع نتنياهو من دخول رفح، دخول رفح برياً سيكون كارثياً، فرفح بالكامل عبارة عن خيام، ونتنياهو يؤيد إطالة أمد الحرب بأى طريقة من الطرق لزيادة فترة حكمه كرئيس لوزراء إسرائيل، وهو يتعرض لضغوط من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش المتطرفين فى حكومته للبدء فى اقتحام رفح الفلسطينية.
هل يمتد التصعيد فى رفح إلى الضفة الغربية؟
– منذ أحداث السابع من أكتوبر ويومياً هناك انتهاكات كثيرة فى الضفة الغربية والقدس المحتلة وشهداء ومعتقلون وصل عددهم إلى 8 آلاف معتقل، ومن يوم 7 أكتوبر فاق عددهم نسبة 110% عما كان قبل 7 أكتوبر، والضفة الغربية تحت النيران، ولن يتوقف العدوان، وبالتالى من الممكن أن نشهد انتفاضة فى القدس المحتلة والضفة الغربية ما دامت الحكومة الإسرائيلية تسير بهذه الأفكار، والمواطنون فى قطاع غزة يساقون إلى الموت، ونتمنى صفقة وهدنة قريبة.
مصر داعم للقضية الفلسطينية
مصر لم تتوقف عن دعم فلسطين منذ بداية الأزمة، وتحظى بقبول كبير لدى الفصائل الفلسطينية، وأوجه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على ما قدمه من جهود لدعم التهدئة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستضافة مصر فى السابق الحوار الفلسطينى- الفلسطينى، وخلال سنوات طويلة ماضية أكدت مصر دورها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، وتستمر الجهود حتى تنجح القضية الفلسطينية وتتحقق الوحدة.