دائمًا ما يختلف النقاد وصناع الفن حول تفسير مصطلح النجم العالمي، هل العالمية أن تغرق في المحلية كما يُقال وتنقل من خلال الدراما السينمائية أو التلفزيونية مُعاناة وواقع البلد التي أتيت منها، أم العالمية هي أن تمتلك القدرة على التلون وتستطيع تجسيد أي شخصية بأي لغة وفي أي بلد كانت.
ولدينا نموذجان من أشهر قصص الحب في السينما المصرية، وهما فاتن حمامة وعمر الشريف، إذ أشارت العالمية للاثنين وفُتحت لهما الأبواب، فذهب الشريف وأصبح واحدًا من أهم الممثلين في تاريخ السينما العالمية في بلدان كثيرة غربية، ورفضتها فاتن حمامة فأصبحت سيدة الشاشة العربية.
فاتن حمامة والتي نحيى ذكرى وفاتها التاسعة حيث رحلت عن عالمنا في السابع عشر من يناير عام 2015، قالت في لقاء تلفزيوني سابق لها إنها رفضت أن تُكمل طريقها في السينما العالمية، رغم عدد من التجارب البسيطة وتحمسها في البداية، لكن التقاليد الشرقية التي تربت عليها فاتن حمامة منعتها من ذلك، وكانت تشعر كثيرًا بالغربة خارج مصر، وقالت تحديدًا: «أنا فاهمة فاطمة وعلية وزينب هؤلاء حولي، أعرف أجسدهن وأحس بإحساسهن، لكن هناك في الغرب لا يمكنني ذلك».
وهذا ما أكده ايضًا زوجها السابق، الفنان عمر الشريف في لقاء تلفزيوني حيث قال عن تجارب فاتن حمامة في السينما العالمية، أنه كان باستطاعتها أن تكون نجمة عالمية كبيرة، خاصة أنها تملك المؤهلات لتحقيق ذلك، لكن فاتن حمامة لا تستطيع مفارقة مصر وكان دائمًا ما ينصحها أن تخرج للبلدان الأوروبية وأن تعيش هناك لكنها كانت ترفض قائلًا: «مصر بتوحشها».
لفاتن حمامة ثلاث تجارب تستطيع أن تنسبها للسينما العالمية حيث جسدتها وعُرضت خارج مصر، ولعل أول هذه التجارب هو مشاركتها في فيلم «cairo»، مع النجم جورج ساندز، وهو فيلم أمريكي، شارك فيه عدد من الممثلين المصريين من بينهم عزت العلايلي وأحمد مظهر، وكانت تدور قصته حول سرقة آثار توت عنخ أمون، وتم تصوير جزء منه في مصر، لذلك استعانوا بعدد من النجوم المصريين وكان بينهم فاتن حمامة، وعُرض عام 1963.
Shadow of Treason 1964
لكن في عام 1964، لعبت فاتن حمامة دور نادية في فيلم إنجليزي من إنتاج بريطاني، وكانت بطلة الفيلم أمام جون بينتلي وأنيتا جونز، وكانت تدور قصته حول، ستيف الذي ينقذ صاحب أحد الملاهي الليلة من الموت، فتقرر الاستعانة به للعثور على كنز خبأة والدها في الصومال، ويقرر أخذ نادية الفتاة العربية التي تلعب دورها الفنانة فاتن حمامة لمساعدته في العثور على هذا الكنز.
رمال من ذهب التي حاربت فاتن حمامة لعدم عرضه في مصر
وفي عام 1971، قررت فاتن حمامة العمل مع المُخرج يوسف شاهين في فيلم عالمي يحمل اسم «رمال من ذهب»، والذي كان يتناول قصة حب طارق بابنة عمه زبيدة الذي يتركها ويسافر إلى إسبانيا، لكنها تسافر له وتطارده.
ويكشف الراحل سمير صبري كواليس هذا الفيلم في مذكراته أن الفيلم كان إنتاج فرنسي مغربي وتم تصويره في عدد من الدول فرنسيًا ومغربيًا اسمه «رمال من ذهب» وتم تصويره بين عدد من الدول منها المغرب وإسبانيا وفرنسا، وشاركت فاتن حمامة البطولة ممثل فرنسي ناشئ paul berg والمطرب المغربي عبدالوهاب الدوكالي، والفنان السوري دريد لحام.
واستطرد سمير صبري «ورغم وجود كل هؤلاء ووجود فاتن حمامة، لم ينجح الفيلم نهائيًا عند عرضه في الخارج، وطلبت فاتن من يوسف شاهين عدم عرض الفيلم في مصر وقد كان ولم يعرض الفيلم جماهيريًا في مصر إلى الآن».