يذخر معبد الكرنك شمال الأقصر، بالعديد من المعالم الأثرية المرتبطة بالقصص والمرويات حول تحقيق الأمنيات مثل الجعران المقدس والبحيرة المقدسة، لكن هناك معلما أثريا آخر غير مشهور وهي بئر رومانية موجودة في آخر المعبد من الجهة الشرقية كانت ترتبط بتحقيق الأمنيات عبر الدوران حولها.
قصة البئر.. تعود للعصر الروماني
يقول الطيب غريب، مدير معابد الكرنك، إن بئر الكرنك هي بئر من العصر الروماني موجودة في آخر منطقة من المعبد، كانت تأتي إليها النساء قديماً من مختلف أنحاء الأقصر للطواف حولها أو عبورها على أمل التداوي من العقم والحصول على الحمل والذرية، أو الزواج بالنسبة للفتيات الصغيرات، أما الآن نادرا ما تأتي إلى البئر النساء والفتيات، وهو لا يختلف كثيرا عن الطواف حول الجعران المقدس بمعابد الكرنك.
بئر المعجزات
ويضيف غريب، في تصريح لـ«الوطن»، أن المياه ما زالت موجودة فيه وهي مياه جوفية وموجودة في قاع البئر فقط، ولكنها مياه غير صالحة للشرب أو الاستخدام، واشتهرت باسم بئر المعجزات، وهي ليست البئر الوحيدة الموجود في معابد الكرنك، إذ أن هناك العديد من الآبار الأخرى التي تم حفرها في العصرين البطلمي والروماني، لإمداد معابد الكرنك بمياه الشرب وذلك لبعد معابد الكرنك عن نهر النيل بمسافة تقدر بـ400 متر، ومن الصعب وصول مياه النيل إليها، ومن الآبار ما جرى ردمه في القرون الماضية، ومنها ما هو موجود حتى يومنا هذا.
مياه مباركة
ويتابع: يصل عمق البئر لحوالي 12 مترا، وارتبطت بتحقيق الأمنيات، لاعتقاد المصريين أن الآبار الموجودة في المعبد بها مياه مباركة عاشت آلاف السنين، مؤكدا أن الآبار الباقية كان بها مياه حتى فترة قريبة، لكن بعد تطبيق وزارة الآثار مشروع سحب المياه الجوفية من المعبد والتي كان منسوبها قد ارتفع لمستويات قد تؤثر على سلامة الآثار.