وجوه مشرقة وصافية ببشرة سمراء تتساقط منها حبات العرق مختلطة بابتسامة جذابة، تعانق فرحة فلاحى الوادى الجديد، عند حصاد الذهب الأصفر «القمح»، الذى أصبح من أهم المحاصيل الاستراتيجية التى تدر عائداً اقتصادياً كبيراً للمزارعين، حيث احتفظت بعاداتها المستمرة منذ آلاف السنين بالتحول إلى خلية نحل فى هذا الموعد من كل عام، فقد حان موعد حصاد القمح أو «عيد الفلاحين».
وقال المهندس محمد سعيد الصحاف، مهندس زراعى فى الوادى الجديد لـ«الوطن»، إن زراعة القمح هذا العام اهتم بها كافة المزارعين والحكومة، بالإضافة إلى توريد كميات كبيرة لأن توفير القمح قضية أمن قومى، خاصة مع زراعة أصناف حبوب القمح جيزة 71، ويحتاج الفدان لحصاده ليومين أو ثلاثة وعادة تبدأ بحصاد أعواد القمح كاملة باستخدام «الحشاشة» ويتم ترك أعواد القمح على الأرض لعدة أيام بعدها يتم تربيط القمح إلى أكوام باستخدام حبال الليف المصنوعة من النخيل، وبعدها بيوم يتم تجرين الأكوام إلى كوم كبير نسميه الجرن، والبدء فى الدّراس بواسطة الدرّاسة التى تفصل الغلال عن التبن ومن نقل المحصول والتبن الذى يُستخدم لتربية الماشية.
«أحمد»: عيد للمزارعين
وأضاف، محمود أحمد، أحد مزارعى قرية الشركة 17 التابعة لمركز الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، أن موسم الحصاد يعد عيداً للمزارعين، خاصة الفقراء منهم، فهم ينتظرونه كل عام، مثل موسم جنى القطن قديماً، إذ إنه فى موسم الحصاد يحدد مواعيد الزواج والأفراح وعقد القران بعد قبض أثمان المحاصيل لدفع المهور ومصروفات العرس.
«عبدالكريم»: فرصة للعمالة الموسمية ويومية العامل 100 جنيه
وأوضح «عبدالكريم» صاحب دراسة بمدينة الخارجة، إن حصاد القمح يسيطر على العمالة الموسمية كل عام بداية من أبريل وحتى نهاية مايو، فجميع العمال يكونون محجوزين للعمل فى حصاد ودرس القمح، ويومية العامل 100 جنيه، أما اليوم، أصبحنا نكون فرقة جماعية من العمالة ونتجه بهم نحو المزارع المختلفة ليكون العمل جماعياً مشتركاً وتكون يومية العامل فى الحقل الواحد بعدد ساعات العمل داخل الحقل الواحد فيمكن للعامل أن يحصل على راتب شهر لموظف كبير فى أقل من أسبوع.