بألوان زاهية تزين ثوبه وترسم خطوطا على وجهه لجذب الأطفال وانتزاع ضحكاتهم، يقف عمرو عاكف الشهير بالمهرج «بؤجة» على مسرح معرض الكتاب يؤدي فقرات للترفيه عن الجمهور الذي أتى سعيا لكي ينهل من نهر المعرفة، وفي أثناء التجول داخل عالم الكتب لإشباع نهم القراءة لديهم، يستمتعون بعروضه، فمن هو هذا الشخص الذي أصبح من علامات المعرض؟.
«بؤجة» يتواجد في معرض الكتاب سنويا
تحدث عمرو عاكف الشهير بـ«بؤجة» في تصريح خاص لـ«الوطن»، موضحا أنه يتواجد بشكل سنوي في معرض الكتاب حيث يقدم عرضين على مدار كل أيام المعرض، ويحرص على الاختلاف والتنوع في الفقرات التي يقدمها حرصا منه على ألا ينتاب الأطفال شعور بالملل.
وفي كل عام، لا يمكنك إغفال المهرج «بؤجة»، الذي يُعد مهرجا مثقفا لحبه للكتب، إذ يقف على المسرح ويلاعب الأطفال، باذلا جهودا كبيرة من أجل رسم البسمة على وجوه الأطفال الموجودة في معرض الكتاب، ويقول المهرج عمرو، الشهير بـ«بؤجة» لـ«الوطن»: «أنا أحرص على التواجد في معرض القاهرة الدولي للكتاب في كل عام من أجل تقديم الفقرات المتنوعة للأطفال وإسعادهم»، وأضاف: «واخترت معرض الكتاب بالتحديد بسبب حبي للقراءة، وفي رأيي من الصعب ألا يكون هناك إنسان لا يحب القراءة».
فقرات متنوعة
عمله كمهرج وحبه للمهنة لم يكن شيئا مستغربا لا سيما وأنه نشأ في عائلة تمتهن تلك المهنة: «انا أخوالي مهرجين، ومع مشاهدتي لهم أحببت فكرة العمل كمهرج، فعلموني وساعدوني على تنمية مهاراتي، بعدها انضممت للسيرك القومي وتعلمت هناك كل ما يتعلق بالمهنة على أيدي كبار المهرجين».
ويرى «بؤجة» أن الكتاب يعد من أهم الإنجازات في تاريخ البشرية، قبل حدوث ثورة المعلومات الحالية، إذ كانت القراءة والكتب هي نافذة الإنسان على العالم من حوله، واصفا الكتب بوسائل الاتصال الأولية بين البشر.
المهرج المثقف
كونه مهرجا لم يمنعه من أن يكون مثقفا ومحبا للقراءة، بل امتهانه لمهنة المهرج، جعل القراءة جزء مهم في مهنته: «القراءة جزء مهم من مهنة المهرج، فهو مصدر ثقافة للطفل، وأنا أحرص على قراءة كتب الأطفال لأعرف أكثر عن عالمهم وأتمكن من التواصل معهم بشكل أفضل، ولابد أن يحتوي عرض المهرج على بعض المعلومات الثقافية يوصلها للطفل».
وكأي مهنة، هناك بعض الصعوبات التي تواجه ممتهنيها، حيث قال «بؤجة»: «مهنة المهرج تستدعي أن تنسى كل ما تملك من أحزان وهموم مهما كانت صعبة بمجرد أن ترتدي البذلة، وعليك إخفاء كل المشاعر السلبية والحزينة خلف ابتسامة تسعد بها الأطفال في المسرح من حولك»، واختتم حديثه بقوله: «أكثر ما يحزنني هو أن أفشل في رسم البسمة على وجه أحد الأطفال».