داخل الملعب المستطيل تخطفها الذكريات، هنا خطت بقدميها لأول مرة منبهرة بالكرة الصغيرة التي تعلو في خفة وتسقط داخل الشبكة المستديرة في غمضة عين، وهناك أبهرتها المدرجات وصياح الجمهور، وعلى هذه الزاوية كان يقف والدها متحفزا مع أداء اللاعبين، يوجههم ويعلو صوته تهليلا مع الفوز، حتى تشربت كل التفاصيل واصطبغت روحها بلون كرة السلة التي عشقتها طفلة واحترفتها لمدة 15 عاما، ذلك «المستخبي» في حياة المذيعة وخبيرة الموضة والتجميل أمينة شلباية وتكشفه عبر «الوطن».
نشأت أمينة شلباية في كنف أسرة تقدس الرياضة، فوالدتها تحثها على ممارسة مختلف الألعاب ووالدها كان مدربا لـ منتخب مصر لكرة السلة، وتحكي تجربتها: «من وأنا عندي 3 سنين مامتي كانت حريصة ألعب رياضة، وكنت بين الجمباز وغيره، ولأن والدي كان كابتن مصر في الباسكت بول فتقريبا كانت جيناتي خلتني أتجه لها، حبيت اللعبة وبدأت تقريبا من عمر 8 سنين لحد ما بقى عند 22 سنة».
مع دخولها مرحلة العشرينيات اتجهت لحلمها المهني، في عالم الموضة والأزياء والتجميل، لتتخذ محنى مختلفا لم يكن رائجا حينها ولكنها عمدت إلى دراسته واحترافه، ولم تحلم بأن تحترف كرة السلة رغم أنّها كانت لاعبة في منتخب مصر: «كنت في منتخب مصر، وبلعب في نادي الصيد، وكنت شاطرة جدا، محستش تبقى كارير، عمري ما شوفتها كده بحبها بس مش لدرجة هسيب حياتي، طول عمري من وأنا صغيرة عندي شقين، اللي بيقوا صغيرين أوي حياتهم رايحة للرياضة بعد التمرين أخد دش وأخرج مع صحابي وأظبط شعري ولبسي ببقى بين نارين ده صعب جدا لحد رياضي، اكتفيت كوني أكون عارضة أزياء، ودخلت المجال بعد الجامعة، بعد ما قعدت 15 سنة من حياتي بلعب باسكت بول».
الانضباط والتعاون والالتزام وعدم الأنانية، كلها صفات غرستها رياضة كرة السلة في نفس «شلباية»، تسير على مبادئها حتى الآن: «دخلت مجال المودلنج من العشرينيات وكان بدايتي لعالم الأزياء وكنت منضبطة جدا في مواعيدي وتماريني، ولاقيت إني مش هعرف أوفق، وأنا مستحيل أقصر في تمرين أو ماتش، اللي بيلعب رياضة عنده مسؤولية غير طبيعية، وروح فريق، وبتتربى على عدم الأنانية والانضباط وتحمل المسؤولية، يعني ده كون لي شخصيتي».
تشتاق أمينة شلباية بين فترة وأخرى إلى عشقها الأول «كرة السلة∙، فتمارسها على أوقات متباعدة حين يحين الوقت والمكان، أو تلعبها مع ابنها من حين لآخر: «في العموم مقدرش أستغنى عن الرياضة وطول الوقت بلعب أيروبكس وبجري في التراك، عمري ما بطلت رياضة».