لطالما كان ركوب الخيل يمثل مصدرًا للفخر والفروسية، خاصة في صعيد مصر الذي يحتضن عائلات وقبائل ضاربة في القدم، وترجع أصولها لقبائل عربية، ويعد «المرماح» امتدادًا لفخر الصعايدة من خلال اعتزازهم بالخيول في ميدان الرماحة، فالحصان والفارس اللذان يظهران براعة في المجال يشرفان العائلة التي ينتمي لها الفارس.
وفي كل عام في هذه الأيام، اعتاد محمد عادل العماري، أحد أبناء قرية منشاة العماري، أن يشارك في مرماح مولد سيدي أبو الحجاج الأقصري، أحد أشهر الموالد المقامة في الأقصر، يستعد قبل بدء المرماح بتجهيز الحصان وتنظيفه، وتزيينه بعدة المرماح المزركشة، وينقله فوق سيارة ربع نقل لموقع الاحتفال.
يقول العماري، إنه اعتاد المشاركة في كل مرماح أغلبية الموالد في الصعيد، لكن مولد النبي صلي الله عليه وسلم، ومولد أبو الحجاج الأقصري، لهما خصوصية ومكانة في قلبه، مشيرا إلى أن ركوب الخيل يمثل له إدمانا، فرغم تكلفة تربية الخيل، إلا أنه يعتبره ابن من ابناءه حيث يرعاه ويحافظ عليه.
يبدأ مرماح مولد أبو الحجاج الأقصري من عصر ثان أيام الاحتفالات، ويقام في أكثر من مكان، ويأتي محبو الخيول ومحبو سيدي أبو الحجاج الأقصري من مختلف محافظات الجمهورية، وذلك لشهرة مولد أبو الحجاج الأقصري حيث ينتظره المحبين ويشاركون في فعالياته من العام إلى العام.
ويوضح يحيي صبري العوامي، أن ركوب ينقسم إلى أربعة أنواع، المرماح ورقص الخيل، والسباق، واجتياز الحواجز، فالمرماح هو فن من فنون ركوب الخيول يعتمد على البراعة في التحكم في الخيل والجري بها والتوقف واللف، وينقسم إلى ثلاثة أقسام؛ الأول «التقطيع»، وهو الجري ذهابا وإيابا أمام المزمار لمرتين او ثلاث ثم إعطاء فرقة المزمار «نقوط»، ثم المشالاة أو الصابية، وهي المبارزة بالزانة فوق الخيل بين فارسين اثنين، وأخيرًا الرماحة وهي الجري بالحصان مسافة ثم إيقافه بالزانة، وتظهر هنا براعة الخيال في إيقاف الخيل في المكان المحدد.
ويشير صبري، إلى أن هناك أشبه بالبورصة، في كل مرماح حيث ترتفع أسعار خيول وتنخفض أخرى بحسب ما يظهره الخيل من تفوق أو تراجع في الأداء، كما يشرف العائلة أو القرية التي منها الفارس، حيث يقال إن حصان عائلة فلان تفوق في المرماح واظهره براعة، فمجرد ذكر العائلة يعد ذلك من قبيل أنواع الفخر.