نشر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تفاصيل حول زيارة رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، إلى مصر اليوم الجمعة، ولقاءه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، في ظل الجهود المصرية المبذولة لإيقاف القصف الإسرائيلي المستمر على غزة.
زيادة مساعدات غزة
وأعلنت بريطانيا في البداية وقف المساعدات التنموية التي تقدمها للفلسطينيين لكنها تراجعت عن ذلك بل أعلنت رفع حجم المساعدات بمقدار الثلث مع دعم إضافي قدره 10 ملايين جنيه إسترليني، وقام رئيس الوزراء البريطاني بجولة للشرق الأوسط تضمن زيارة إسرائيل ثم السعودية ومصر.
توقيت الزيارة
تأتي زيارة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم، للقاهرة في إطار الحرص البريطاني على استمرار التنسيق والتشاور مع القيادة المصرية بشأن التطورات الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعدوان الإسرائيل المتواصل على قطاع غزة، انطلاقا من حيوية الدور المصري ومركزيته في التعامل مع كل أبعاد القضية الفلسطينية خاصة جولات التصعيد المتوالية بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل منذ عام 2008 وحتى الآن، فضلًا عن الدور المصري المهم فيما يتعلق بالبعد ذي الأولوية في الوقت الراهن وهو إنفاذ المساعدات الفورية والعاجلة إلى المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة في ضوء استمرار القصف الإسرائيلي الغاشم على المدنيين والمنشآت على النحو الذي كانت أبرز مظاهره القصف الإسرائيلي للمستشفى الأهلي المعمداني.
دور مصر في تهدئة الوضع في غزة
بناء على هذه العوامل مجتمعة، كان رئيس الوزراء البريطاني من أوائل قادة العالم الذين أجروا اتصالات هاتفيًا بالرئيس عبدالفتاح السيسي لبحث مستجدات الأوضاع والتنسيق بشأن التحركات الضرورية للتهدئة والحيلولة دون تمدد الصراع، في الاتصال الهاتفي الذي أجراه سوناك بالرئيس السيسي يوم 11 أكتوبر 2023، مما يشير إلى إدراك بريطاني يمثل جزءا لا يتجزأ من الإدراك الغربي العام بأن مفاتيح الحل في القضية الفلسطينية بكل أبعادها وتفاصيلها بيد مصر.
تأتي زيارة رئيس الوزراء البريطاني إلى مصر عقب يوم واحد من زيارته إسرائيل، وبعد الهجمات التي شنتها الفصائل الفلسطينية في عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الجاري.
جهود مصرية مستمرة
وتمثل زيارة سوناك جزء مهما من الجهود الدولية الرامية إلى تهدئة الجولية الحالية من التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة ودليلا آخر في محورية الجهود المصرية ومركزيتها فيما يتعلق بهذا التصعيد وكل ما يرتبط بالقضية الفلسطينية وفرصة لتأكيد مصر موقفها الثابت بأنه لا يمكن أن يتحقق استقرار في منطقة الشرق الأوسط على اتساعها أو العالم بوجه عام دون التوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وأنه باستمرار غياب هذا الحق الفلسطيني عن أجند المجتمع الدولي يظل التصعيد مطروحًا دائمًا حتى ولو انتهت هذه الجولة.