تتخذ الدولة إجراءات وقرارات عديدة لتحفيز الإنتاج والتصنيع المحلي، بما في ذلك ما تضمّنته التعديلات الأخيرة للتعريفة الجمركية، من خفض لفئة «ضريبة الوارد» على أكثر من 150 صنفًا من مستلزمات ومدخلات الإنتاج، والسلع الوسيطة والمواد الخام الأولية، والآلات والمعدات، على نحو يُشجع المستثمرين لتوسيع أنشطتهم الإنتاجية، حيث أعلنت وزارة المالية، أنّ مصلحة الجمارك حررت 51 محضرًا لمصانع وشركات وهمية، بقيمة 17.5 مليار جنيه ضريبة جمركية مستحقة.
التصدي لسماسرة «مستلزمات الإنتاج» في السوق السوداء
ولحماية الصناعة الوطنية، وتحقيقًا للمستهدفات المنشودة من خفض ضريبة الوارد على مستلزمات الإنتاج، نجحت الدولة من خلال التنسيق المتواصل بين مختلف أجهزتها، بما في ذلك مصلحة الجمارك، ومصلحة الرقابة الصناعية بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية، في التصدي بكل حسم لما يُمكن وصفهم بـ«سماسرة مستلزمات الإنتاج في السوق السوداء»، الذين يستوردون مستلزمات الإنتاج بدعوى التصنيع للاستفادة من الفرق بين الضريبة على استيراد منتج كامل واستيراد مستلزمات الإنتاج الذي يصل إلى 58% ثم يتاجرون فيها؛ حتى ينكشف أمرهم ويتبيّن أنّهم يستوردون باسم شركات ومصانع وهمية لا أساس لها على أرض الواقع.
تعزيز دوران عجلة الاقتصاد القومي
وفي هذا الإطار، استعرض الدكتور محمد معيط وزير المالية، خلال لقائه مع الشحات غتوري، رئيس مصلحة الجمارك، جهود تعزيز الحوكمة بالتنسيق مع مختلف الأجهزة المعنية بالدولة، ضمانًا لوصول الإعفاءات الجمركية المحفزة للإنتاج إلى مستحقيها الذين يسهمون بممارسة أنشطتهم الإنتاجية في تعزيز دوران عجلة الاقتصاد القومي، تحفيزًا للنمو الغني بالوظائف، الذي يرتكز على الإنتاج والتصدير، ولقطع الطريق على المتلاعبين.
وقال رئيس مصلحة الجمارك، إنّ الأنظمة الرقمية المتطورة تسهم في تعزيز الحوكمة بالمنافذ الجمركية، على نحو يُمكننا بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة من الكشف عن الكيانات الوهمية، ونجحت الإدارة المركزية لمكافحة التهرب الجمركي في تحرير 51 محضرًا لمصانع وشركات وهمية، بقيمة 17.5 مليار جنيه ضريبة جمركية مستحقة، بعدما تبين أنّها استردت مواد خام ومعدات بغرض الاتجار وليس التصنيع للتحايل على قواعد الاستيراد، وحصولهم على الإعفاءات والتيسيرات المقررة لاستيراد مستلزمات الإنتاج.
وأكد أنّ هناك تنسيقًا كاملًا مع مصلحة الرقابة الصناعية، بما يُمكنِّها من تنظيم زيارات ميدانية إلى جميع المصانع والشركات المستوردة، للتأكد من ممارستها للنشاط الصناعي، واتخاذ الإجراءات الرادعة ضد المخالفين، لافتًا إلى أنّ تشديد الإجراءات الجمركية بالإدارات المختصة بمختلف الموانئ، لمتابعة الرسائل الواردة، يمنع تحايل المصانع على القواعد الاستيرادية، التي تتعمد إدخال مستلزمات الإنتاج من أكثر من ميناء، حتى لا يُطبق عليها الضريبة الجمركية المقررة على المنتج الكامل، في محاولة للتهرب من الضريبة الجمركية المستحقة، حيث يتم كشف ذلك من خلال تجميع «البوالص» التي تثبت العلاقة بين المستلزمات الواردة عبر الموانئ المختلفة.