22 عامًا مضت على رحيل «السندريلا» الفنانة سعاد حسني، التي لا تزال حاضرة في أذهان جمهورها ومحبيها محتفظة بخفة ظلها وجمالها المعهود، فضلاً عن أعمالها الفنية التي حفرت اسمها في تاريخ السينما كواحدة من أيقونات الفن، وكانت نموذجًا للفنان الشامل، بما قدمته من أدوارٍ متنوعة سواء في التمثيل أو الاستعراض، لتحوز الفنانة الراحلة إعجاب الجميع.
وفي الذكرى الـ80 لميلاد الفنانة سعاد حسني، روى الكاتب يسري الفخراني، رئيس المحتوى الدرامي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، موقفًا جمعه بالفنانة سعاد حسني مرتين، كان أحدهما في أثناء تصوير فيلم «الراعي والنساء» الذي عُرض عام 1991، وأدى بطولته الفنانة سعاد حسني، وأحمد زكي ويسرا، وهو من إخراج علي بدر خان، حيث كانت تربط «الفخراني» علاقة صداقة بالفنان أحمد زكي والفنانة يسرا.
السندريلا جاءت المهرجان للحصول على جائزة عن دوها في فليم «الراعي والنساء»
أما اللقاء الثاني لـ«الفخراني» و«السندريلا» فكان، حينما طلب منه مسؤول مهرجان الإسكندرية السينمائي استعارة غرفته لليلة لأمر مهم، وكان «الفخراني» حينها يستعد للعودة إلى القاهرة، فبينما يضع باقي ملابسه في حقيبته، دق باب الغرفة الخاصة به في الفندق، فإذا بصديقه ومعه مفاجأة، كانت هي «سعاد حسني»، التي جاءت المهرجان للحصول على جائزة عن دوها في فليم «الراعي والنساء».
جمع هذا الموقف «الفخراني» و«السندريلا» وجهاً لوجه، حسبما ذكر في منشور عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قائلاً: «هكذا وجدت سعاد وجهًا لوجه دون ملامح التصوير السينمائي وتوتر اللقاء الأول»، وعدّد صفاتها الحقيقة التي لا يعرفها بها الجمهور، مضيفًا: «وجدت سعاد الأخرى الخجولة البسيطة الحلوة التي تقدم خطوة وتؤخر خطوة، تسحب أصابعها من السلام قبل أن يكتمل».
وأقامت سعاد حسني في الغرقة التي كان يغادر منها «الفخراني»، وكانت هذه أحلى صدفه بالنسبة له أتاحت له تسجيل دقائق جميلة كتب عنها في حينها واستأذنها في نشر تلك العبارة التي أحبها، وهي: «قد لا أكون أهم ممثلة.. لكنني دون شك التمثيل عندي أهم من كل الأشياء في حياتي وهذه هي أنا، أعيش فقط ما أحب وسأموت عندما تنتهي بطاريات الحب».
حلقة كتبها يسري الفخراني للتليفزيون المصري أسعدت السندريلا
وبعد هذا اللقاء بسنوات قليلة كتب «الفخراني» حلقة خاصة لها، عرضت على الفضائية المصرية، وكان من حظه السعيد أن رأتها «السندريلا» وهي تخضع للعلاج في لندن، وقال عنها «الفخراني»: «استمعت إلى كل هذا الحب وسط وجعها وآلامها، وقالت لطبيبها (أنا مبسوطة قوي الناس في بلدي لسه بيحبوني، هخف وأرجع أنبسط وأعيش هناك)».
وأنهي الكتاب يسري الفخراني حديثه عن السندريلا بأنه لا أحد ينساها متسائلاً: «كيف يا سعاد تتصوري أن أحدًا ينساكِ؟.. سعاد يوم ميلادها بعد رحيل 22 سنة»، واصفاً سعادته باللقاءين قائلاً: «يا بختي».