قبل حرب أكتوبر 1973، تسلل إلى الفنان أحمد فؤاد سليم حلما في نومه، كان بمثابة نبؤة بالنصر العظيم؛ إذ كان مجندا بالجيش في سلاح الدفاع الجوي، وقبل معركة الانتصار رأى في الحِلم أنه يصلي بمكان مقدس، وسط جمع من المسلمين والمسيحيين، وصوت المؤذن يختلط بأجراس الكنائس.
درس قاسٍ للعدو
وبحسب ما حكى أحمد فؤاد سليم، في كتاب عن مسيرته الفنية، على إثر تكريمه بمهرجان القومي للمسرح في دورة سابقة، فإن أحد زملائه فسّر له هذا الحلم الذي جاءه خلال نومه ومّر بتفاصيله، بأنها بشارة الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الفنان: «بعد أيام فقط، عبر الجيش المصري قناة السويس، ودّك حصون خط بارليف، ونسف كثير من المواقع الاستراتيجية الإسرائيلية، وكال لهم صاع يونيو 1967 صاعين، بل صاعات مضافة، وأذاقهم مرارات الهزيمة، وما زالوا يلعقون جراحها بسبب تلك الضربة التي تليق بمصر الحقيقية».
نصر أكتوبر أعمق وأهم تجربة في تاريخ مصر الحديث
وشدد «سليم» على أنه منذ حرب أكتوبر وحتى الآن، ما زال مؤمنا بأن المصريين إذا تولوا مسؤولية عمل كبير، يتصرفون بأصدق مستوى من الجدية، ويكونون على قلب رجل واحد، كما فعلوا أثناء الحرب نفسها، موضحا: «رأيت بعينّي ما بذلوه داخل وخارج الجيش فعلا، في حرب أكتوبر لقناهم درسا لا يمكن أن ينسوه وكنا لهم بالمرصاد، هذه الحرب عندي أعمق وأهم تجربة في تاريخ مصر الحديث، وفي حياتي شخصيا».