مع دقات الساعة الرابعة والنصف فجرا استيقظ أحمد صلاح حسيني، 24 عاما، وبدأ يتوضأ ويستعد لأداء صلاة الفجر بعدما سمع قرآن الأذان ينطلق عبر أثير مذياع مسجد قرية عرب الفدان بمركز أبو حماد، ثم تناول طعام الإفطار وتبادل الحديث مع والدته، الذي لم يخلُ من مزاحه وضحكته المعهودة وسرعان ما ودعها وذهب إلى عمله، ولكن هذه المرة لم يعود إليها كما كانت تنتظره دائما، وإنما عادت جثته.
زغاريد وحزن وبكاء في جنازة الشاب ضحية حريق مصنع الطوب
«لا إله إلا الله، مع السلامة يا أحمد، عريس في الجنة يا حبيبي»، عبارات رددتها الحاجة زينب محمد خاطر والدة الشاب الراحل، والتي تقدمت النساء المشيعات اللاتي شاركن في الجنازة المهيبة ، وبينما كانت تتكئ الأم المكلومة على يدي سيدتين من اليمين واليسار، أطلقت أخريات الزغاريد الممزوحة بالحزن وألم الفراق، يودعن الشاب كعريس يزف إلى السماء.
صدمة بين أهالي قرية عرب الفدان بعد وفاة الشاب الراحل
قال محمد السيد، أحد أهالي قرية عرب الفدان التابعة لمركز أبو حماد، إن تلقيهم خبر وفاة الشاب الراحل كان بمثابة الصدمة، والفاجعة التي أصابت جميع أهالي القرية وليس أسرته فقط، مشيرا إلى أن الشاب الراحل كان يتصف بالسمعة الحسنة ودماثة الخلق.
وأضاف السيد في تصريحات لـ«الوطن» أن الشاب الراحل لديه 5 أشقاء «3 أولاد وبنتين»، وكان الفقيد ترتيبه قبل الأخير، لافتا إلى أنه كان يعمل في مصنع بالعاشر من رمضان، وفي أثناء عودته إلى المنزل مساء أمس تصادف وقوع حريق هائل داخل مصنع طوب، وانفجار اسطوانات بوتاجاز حيث انفجرت إحداها بالقرب من الفقيد ما أدى لاشتعال النيران فيه وتفحم الجثة.
وأشار إلى أن الشاب الراحل كان يعمل ليكون نفسه ويساعد أسرته على تحمل نفقات المعيشة.
وكان اللواء محمد صلاح مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة أبو حماد يفيد بتلقى المركز بلاغا بنشوب حريق هائل في فرن مصنع طوب وامتداد النيران إلى مخزن بداخله اسطوانات غاز، وتم الدفع بعدد 10 سيارات إطفاء وقوة من الحماية المدنية وتم السيطرة على الحريق الذي أسفر عن وفاة شاب وإصابة آخر.
وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيقات.