عقدت وزارة الصحة والسكان جلسة علمية تحت عنوان «التغذية والصحة»، وذلك على هامش فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان.
أهمية التوعية بالتغذية السليمة
أشاد نائب رئيس مجلس الوزراء بموضوع الجلسة لأهمية التوعية بالتغذية السليمة في الحفاظ على الصحة العامة للمجتمع والوقاية من أمراض سوء التغذية مثل السمنة والتقزم، مؤكدًا أنه يجب الاستمرار في الاهتمام بالتوعية؛ لمواجهة ما يتم ترويجه على وسائل التواصل الاجتماعي من نظم غذائية خاطئة تؤثر على صحة مجتمعنا.
وأشار «عبد الغفار» إلى أهمية مواجهة سوء التغذية لدى الأطفال منذ الصغر، حيث يؤثر ذلك على نمو الطفل ومستوى الذكاء، ويقلل من مستوى الاستيعاب والتحصيل الدراسي خلال المراحل التعليمية، مؤكدًا على ضرورة التوعية بأضرار الإكثار من تناول السكريات، وضرورة وضع ضوابط لتناول السكريات لتجنب المشاكل الصحية في المجتمع المصري.
تحسين صحة الرضع والأطفال والأمهات
وخلال كلمته، قال الدكتور محمد مصطفى عبد الغفار، رئيس الهيئة العامة للمعاهد والمستشفيات التعليمية، إن التغذية تعد جزءًا مهمًا من الصحة والتنمية، حيث ترتبط التغذية الأفضل بتحسين صحة الرضع والأطفال والأمهات، كما أن تقوية الجهاز المناعي تقلل من خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتساهم في زيادة طول العمر، ومن المهم أيضًا دراسة التغذية لفهم كيفية اتخاذ خيارات غذائية صحية، وموازنة العناصر الغذائية الكبيرة، مما يمكن أن يحسن نوعية حياتنا بشكل كبير.
أهمية المشاركة المجتمعية
من جانبها، ذكرت الدكتورة إيناس محمد فوزي، استشاري طب الأطفال والتغذية العلاجية، أهمية المشاركة المجتمعية ودورها في الحفاظ على التغذية السليمة.
وأكدت أن الأبحاث العلمية أثبتت أنه كلما زادت المشاركة المجتمعية وكانت فعالة، كلما حافظنا على نمط غذائي صحي وتغذية سليمة ومستدامة، ما يساهم في خفض أمراض سوء التغذية في المجتمع، كما أن المشاركة المجتمعية تبدأ من تقييم احتياجات المجتمع وتصميم النظم الغذائية المناسبة، والمتابعة المستمرة للحفاظ على استمرارية التدخلات التغذوية.
المساواة بين الجنسين في مجال التغذية
وخلال كلمتها، أشارت الدكتورة جيهان فؤاد، استشاري التغذية العلاجية والمدير السابق للمعهد القومي للتغذية، إلى أهمية المساواة بين الجنسين في مجال التغذية، حيث يعاني العالم، وبالأخص الدول النامية، من تأثير ارتفاع مؤشرات سوء التغذية على المرأة في مراحل العمر المختلفة، بدءًا من الطفولة وحتى الشيخوخة، فهي أقل حظًا في التغطية التأمينية والحصول على الخدمات الصحية الخاصة بالتغذية، ما يؤثر سلبًا على معدلات التغذية والحالة الصحية للسيدات، وهناك نماذج ومشاريع تمت في بلاد مختلفة حسنت هذه الأوضاع، ونرجو تطبيقها في مصر، حيث أن استمرار تدني معدلات التغذية لدى الفتيات والسيدات له آثار سلبية ليست على المرأة فقط، بل على الأسرة والمجتمع بشكل عام.
ومن جانبها، قالت الدكتورة إيمان سلطان، أستاذ الغدد الصماء والتمثيل الغذائي بالمعهد القومي للتغذية، إن مرض السكري من النوع الثاني يمثل مشكلة سكانية، حيث تبلغ نسبته 18.4% من إجمالي السكان، ومن المتوقع زيادة الأعداد بحلول عام 2045، مما يمثل عبئًا اقتصاديًا على الدولة.