صراع وصخب دائم يعيشه الإنسان فى العالم، لكن كل شخص يختار طريقته ووسيلة نجاته ومقاومته، ومنهم من يحتاج العيش فى خلوة روحية لفترة مؤقتة لأيام محدودة يتفرغ فيها للتعبد والصلاة والتأمل، وتشهد جدران بيوت الخلوة التابعة للأديرة آلاف الحكايات لفتيات رغبن فى التفرغ للعبادة فى فواصل حياتهن المزدحمة بالأحداث.
«نيفين»: أجواء الخلوة تختلف حسب نظام الدير
تقول نيفين عبدالمسيح، بكالوريوس تربية أساسى دراسات، إنها بدأت الذهاب للخلوات منذ دخولها الصف الأول الثانوى، وكانت أول خلوة روحية لها فى دير القديسة دميانة للراهبات فى برارى بلقاس، بعد تشجيع من أب اعترافها، القس سيرافيم حنا، ولم تلق أى اعتراض من أسرتها، إذ كانت الخلوة مدتها 4 أيام.
وتابعت «نيفين»، لـ«الوطن»، أنها بمجرد بداية فترة الخلوة الروحانية تُسلِّم الفتاة هاتفها للأم الراهبة المسئولة بالدير، وإذا كانت الفتاة طالبة للرهبنة تبدأ الأم المسئولة بملاحظاتها وزيادة عدد أيام الخلوة فى كل مرة، ولكن إن كانت لا ترغب فى الرهبنة فتكتفى الفتاة بالنظام الروحى الموضوع لبيوت الخلوة.
وتوضح «نيفين» أن نظام الخلوة الروحية يختلف بحسب نظام الدير الذى يتبعه البيت؛ ففى دير القديسة دميانة تكون الفتيات فى مجموعات 4 أو 5 فتيات فى قلاية واحدة، وكان الدير يكلف الفتيات بمهام ويعطيهن قانوناً مثل «صلاة يسوع 1000 مرة، والالتزام بسبع صلوات الأجبية، وقراءة 5 إصحاحات من الإنجيل، بجانب قراءة سفر المزامير كاملاً»، وكانت المجموعة تصلى مع الراهبات صلوات جماعية وهى صلاتا الغروب والستار.
وعن تجربتها فى بيت الخلوة، التابع لدير الأمير تادرس، تقول إنها كانت مختلفة، فبدلاً من قضاء الخلوة فى قلاية جماعية كان لكل فتاة قلاية منفردة، وكانت تحدد فترة صمت من الساعة التاسعة مساء حتى اليوم التالى بعد انتهاء القداس الإلهى، وتقسم المهام من خلال ورقة معلقة مكتوب عليها مهام كل فتاة.
وتؤكد «نيفين» حرصها على الذهاب للخلوات الروحية من فترة للثانية، لما تعلمته هناك من هدوء وتواضع، مشيرة إلى أن التجربة أثرت على طريقة تعاملها وملابسها وحديثها إلى المحيطين بها.
«ميرنا»: تعلمنا الجدية والالتزام
ميرنا فؤاد، خريجة كلية الآداب قسم تاريخ، تقول إنها ذهبت مرتين لبيوت الخلوة؛ المرة الأولى كانت فى دير الأمير تادرس، أما المرة الثانية فكانت فى بيت خلوة تابع للكنيسة وتشرف عليه المكرسات، وهو «بيت الأنافورا».
وتابعت «ميرنا»، لـ«الوطن»، أن تجربتها مع الخلوة رائعة، ومثلت فارقاً كبيراً فى حياتها وشخصيتها، إذ تعلمت الاعتماد على النفس، والقدرة على التصرف فى المواقف المختلفة، والجدية والالتزام؛ لأن الخلوة تكون فيها قوانين روحية يجب الالتزام بها، مشيرة إلى أنها تحاول إيجاد الوقت والظروف المناسبة للذهاب إلى الخلوات باستمرار.