صوته يشعرك بالخشوع، وتلاوته للقرآن الكريم تبعث فى نفسك الهدوء والسكينة والطمأنينة، تأخذك إلى الزمن الجميل وتذكرك بأصوات كبار قراء القرآن الكريم فى مصر والعالم الإسلامى، يعشق الشيخ الراحل محمد صديق المنشاوى، ويهوى قراءة القرآن بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، ويحب الاستماع إلى الشيخ عبدالفتاح الطاروطى، تعلم القراءة منذ نعومة أظافره واتخذ من القرآن منهجاً له لنشأته فى عائلة تحفظ كتاب الله، هو الشيخ أحمد الترمذى حاج على، الإمام الأكبر لمسجد الهداية بولاية كيلانا جايا بماليزيا.
والدته علّمته مخارج الحروف والقراءة إلى أن بدأت رحلته مع التلاوة
«قيثارة السماء»، هو اللقب الذى أطلقه الماليزيون على «الترمذى» صاحب الـ42 عاماً، بعدما عشق الشيخ صدّيق المنشاوى واشتهر بعد فوزه بالمركز الأول عالمياً فى مسابقة القرآن الكريم التى أقيمت فى المغرب عام 2014، ليصبح بعدها واحداً من أهم وأشهر قراء القرآن الكريم فى ماليزيا، وفق تصريحه لـ«الوطن»: «نشأت فى منزل متشدد للقرآن الكريم، والدى كان يعشق كتاب الله ولا يتحدث إلا به، رغم أنه يعمل تاجراً لكنه كان حافظاً لكتاب الله، ووالدتى كانت دائماً تشجعنى على الاستماع والقراءة، فأتممت حفظ القرآن فى سن الـ15 عاماً».
فى سن الخامسة عكفت والدة الشيخ «الترمذى» على تعليمه مخارج الحروف والقراءة بشكل صحيح ومجود إلى أن بدأت رحلته مع القرآن، ليقرر الالتحاق بمعهد تحفيظ القرآن حباً فى كتاب الله: «أنا من مدرسة أبى وأمى، علّمانى قراءة القرآن والتجويد ومخارج الحروف عند 5 سنوات، وشجعانى على حفظ القرآن، وبعدهما جاء مدير معهد دار القرآن، الذى تنبَّأ لى بأننى سيكون لى شأن عظيم فى تلاوة القرآن على مستوى العالم، ظل معى يعلمنى حتى أتممت حفظ القرآن فى سن الـ15 عاماً، وبعدها شاركت فى عشرات المسابقات المحلية والدولية، لأصبح بتوفيق الله من أهم قراء القرآن فى ماليزيا».
لحظات كثيرة يتذكرها الشيخ الترمذى مع والده الراحل، إذ كان رجلاً متشدداً فى القرآن الكريم، بحسب وصفه، وهو ما جعله يتم حفظ القرآن فى سن مبكرة: «والدى المتوفى كان رجلاً متشدداً فى القرآن، ملتزماً دينياً يبدأ يومه وينهيه بتلاوة كتاب الله، ورغم أننا نسكن فى بيت صغير بإحدى القرى، ووالدى كان تاجراً، إلا أنه إذا خرجنا لمدة دقائق، كان يطلب منّى أن أقرأ القرآن وهو يستمع لى أو العكس، تعودنا على أن نقرأ القرآن أكثر من الكلام مع بعضنا البعض».
مسابقات كثيرة شارك فيها الشيخ الماليزى، المولود فى ولاية «ترانجانو» الماليزية، جعلته يصبح من أشهر قراء القرآن فى بلده والدول المجاورة له: «انتقالى بين المراكز والمدارس الإسلامية فى مدن ماليزيا المختلفة جعلنى أشارك فى المسابقات التى جعلت منّى قارئاً متميزاً يتلو القرآن بالمقامات حتى لُقبت بأستاذ المقامات الماليزية، لأننى أختار المقام المناسب للتلاوة».
يسهم القارئ أحمد الترمذى فى المؤتمرات القرآنية التى تقام سنوياً فى ماليزيا ويلعب دوراً مهماً فى المؤسسات القرآنية التى تعمل على تحفيظ القرآن الكريم ونشر علومه فى الصفوف الناشئة، إضافة إلى مشاركته فى تحكيم المسابقات القرآنية: «أعمل فى برنامج اسمه ميكروا إن تايم، وهو برنامج حكومى وطنى نعلم فيه الأجيال، كيف نتدبر القرآن، فضلاً عن عملى قارئاً للبرنامج لصوتى الحسن، حيث أقرأ بالتجويد والمقامات، لأستطيع توصيل القرآن للناس ليكونوا أكثر خشوعاً، فضلاً عن برنامج الهجرة على قناة الهجرة لتقديم حفلات القرآن الرسمية، يومياً أشارك فى المسابقات ولجان التحكيم، وأنا معلم فى دورة رمضان القرآنية على المستوى الوطنى والابتدائى، كما أننى أعلم الناس والقراء الجدد كيف نستخدم المقامات القرآنية المعروفة».
الشيخ أحمد تعلّم التلاوة من مشايخ مصر
يقتدى الشيخ الترمذى بالشيخ المصرى الراحل محمد صديق المنشاوى، ويعشق صوت الشيخ الراحل مصطفى إسماعيل: «عندما كنت صغيراً تعلمت القرآن بصوت المنشاوى، كنت أفضل قراء مصر لحبى لهذا البلد، أصواتهم كانت تأخذنى إلى حيث السكينة والطمأنينة، لذلك حفظت القرآن سريعاً وأتمنى أن أستكمل المسيرة وأن أصبح واحداً من أكبر المؤثرين فى العالم».