قال الشيخ أحمد البهى، إمام وخطيب مسجد الإمام علىّ زين العابدين، إن محبى آل البيت والمريدين يحتفلون بالليلة الختامية لمولد الإمام علىّ زين العابدين، حيث يحظى الإمام علىّ بثقة وإعجاب من مختلف الطوائف والفرق الإسلامية، فورث عن جده الأخلاق المحمدية، منها الكرم والرحمة وإكرام الناس.
الصحيفة السجادية والمناجيات الـ15 أهم الآثار المنسوبة إليه
وأكد «البهى»، فى حواره مع «الوطن» أن الإمام السجاد «سيد العابدين» أحد أئمة أهل البيت الأعلام، وأن الصحيفة السجادية والمناجيات الخمس عشرة أهم الآثار التى نُسبت إلى الإمام علىّ.. وإلى نص الحوار:
يحظى الإمام زين العابدين بمكانة خاصة لدى المريدين والأتباع؟
– الإمام علىّ زين العابدين يحظى بمكانة كبرى لدى جموع المسلمين على اختلاف المذاهب، فهو الإمام السجاد أبوالحسن علىّ بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب، ولقبه الأشهر «زين العابدين»، ومن نسله يأتى أشراف آل البيت من نسل الحسين، ويحظى لدى عموم المسلمين بمكانة كبرى، فهو سليل الحسين بن علىّ سبط النبى الكريم، كذلك يتسم الإمام زين العابدين بأنه محل ثقة وإعجاب من مختلف الطوائف والفرق الإسلامية، وامتاز الإمام بأخلاق عُليا يمكن الإشارة إلى الحلم، والشجاعة، والصبر، وغيرها من الفضائل الأخلاقية، كما كان يحن على العبيد، فلم يضرب عبداً أو أمة قط، بل كان يتملك الكثير منهم ويعتقهم جميعاً فى عيد الفطر، ويشترى مجموعة أخرى؛ ليعتقها هى الأخرى أيضاً.
تتسم فترة حياة الإمام زين العابدين بالصراع السياسى؟
– صحيح، فتلك الفترة التى عاشها الإمام زين العابدين كثرت فيها الأحداث التى وقعت فى التاريخ الإسلامى، ومنها واقعة كربلاء، واستشهاد عدد كبير من آل بيت النبى الكريم، ومنهم الإمام الحسين، وكان الإمام زين العابدين يشهد تلك المعركة، لكن بسبب مرضه لم يتمكن من المشاركة فى القتال.
وماذا عن الصحيفة السجادية التى اشتُهر بها الإمام علىّ؟
– هناك مجموعة من الآثار التى نُسبت إلى الإمام علىّ زين العابدين، وهى الصحيفة السجادية، ورسالة الحقوق، والمناجيات الخمس عشرة، إضافة إلى كتاب علىّ بن الحسين، وديوان منسوب إلى الإمام السجاد، ومصحف بخطه، وروى الحضرمى الشافعى فى وسيلة المآل بسنده عن جابر بن عبدالله الأنصارى قال كنت جالساً عند رسول الله والحسين فى حجره، وهو يداعبه، فقال: يا جابر يولد له مولود اسمه «علىّ» إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فأقرئه منى السلام.
وماذا عن لقبه الأشهر الإمام السجاد؟
– قال ولده الأكبر أبوجعفر محمد بن على الباقر: إن أبى علىّ بن الحسين ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله فيها سجود إلا سجد، ولا دفع الله تعالى عنه سوءاً يخشاه أو كيد كايد إلا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، ولا وُفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السجود فى جميع مواضع جسده فسُمّى السجاد لذلك.
أحمد البهي: ورث عن جده الأخلاق المحمدية.. كرم ورحمة وإكرام
– كان الإمام على زين العابدين من أرحم الناس وأبرهم بأهل بيته، وكان لا يتميز على أحد منهم، بل كان كأحدهم، وينقل عنه قوله «لأن أدخل السوق ومعى دراهم أبتاع بها لعيالى لحماً، وقد قرموا أحب إلىّ من أن أعتق نسمة»، وكان يبكر فى خروجه صبحاً لطلب الرزق لعياله، فقيل له: إلى أين تذهب؟ فقال: أتصدق لعيالى من طلب الحلال، فإنه من الله صدقة عليهم. وروى الزهرى أنه كان من أبر الناس بجيرانه، فكان يرعاهم كما يرعى أهله، وكان يستقى لضعفاء جيرانه فى غلس الليل، وروى عنه أنه إذا أراد الوضوء اصفر لونه، فيقول له أهله: ما هذا الذى يعتريك عند الوضوء؟ فأجابهم عن خوفه وخشيته من الله، قائلاً: أتدرون بين يدى من أقوم؟، كذلك يقول ابن حجر العسقلانى: علىّ بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب، زين العابدين، ثقة ثبت، عابد، فقيه، فاضل، مشهور.
«المقام القاهري»
معلوم أن الإمام علىّ زين العابدين عاش بالمدينة أغلب فترات حياته وانتقل بها ودُفن بالبقيع بجوار عمه الحسن وابنه محمد وحفيده جعفر، ولكن المسجد الموجود بمصر فيه مقام وضريح ولده الإمام زيد بن علىّ بن الحسين، وهو أحد أئمة أهل البيت الأعلام ومحدث وفقيه وحجة فى الدين والعلوم الشرعية، لكن المسجد اشتُهر باسم أبيه، وقال بعض العارفين ومنهم العارف بالله الشيخ محمد زكى إبراهيم، من علماء الأزهر الكبار، عن ذلك المقام: «فيه رأس الولد وبركة الوالد».