كثف 250 متطوعاً جهودهم فى خدمة زوار وضيوف معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ54، مع تزايد الإقبال الجماهيرى من مختلف المحافظات والجنسيات ،اليوم فى رابع أيام المعرض، حيث كان الجمهور موجوداً أمام شباك التذاكر منذ الساعة التاسعة للحجز والدخول فى تمام العاشرة مع فتح الأبواب للزوار.
ويعمل المتطوعون على مدار اليوم لمساعدة الجمهور من لحظة وجوده أمام البوابات لتسهيل عملية الدخول، وإرشادهم وتوجيههم داخل القاعات وصالات العرض، وهم مقسمون على القطاعات، ولكل قطاع قائد مسئول عن 25 فرداً لتنظيم التحرّكات من أجل تقديم صورة مشرّفة عن بلدهم، ويعمل الجميع بحب ويبذلون قصارى جهدهم لتقديم أفضل خدمة دون شكوى، على أمل أن يكونوا على قدر الحدث الكبير، ويواصلوا نجاحهم للعام السادس على التوالى.
يقول مصطفى عز العرب، مسئول المتطوعين بالمعرض، إن برنامج التطوع أصبح أساسياً فى تنظيم هذا العُرس الثقافى السنوى، وأصبحت هناك رؤية لإشراك الشباب فى هذه الفعالية المهمة والاستفادة من وجودهم وشغلهم المتميز وطاقتهم من خلال توجيه الجمهور ومساعدتهم، مشيراً إلى أنهم كفريق بدأوا منذ 6 سنوات فى أرض المعارض بمدينة نصر، وواصلوا نشاطهم التطوعى بعد انتقال المعرض إلى مركز مصر للمعارض الدولية.
وأكد أن هذا العام تقدّم للتطوع أكثر من 9 آلاف و500 شخص، وتمت تصفيتهم إلى ألفين فى البداية، ثم تم اختيار 250 للمشاركة هذا العام فى البرنامج، لافتاً إلى أن هناك شروطاً للتطوع، منها أن تكون السن من 16 إلى 24 سنة، مع مراعاة أن يكون قريباً من الحدث، ويتم إجراء مقابلة شخصية له لاختباره قبل القبول، ثم يتم التدريب للمقبولين قبل شهرين من انطلاق المعرض.
وأوضح أنهم منذ الدورة الأولى التى تولوا فيها مهمة تنظيم المعرض، وهم يسعون لتطوير أدائهم، وتقديم أفضل خدمة للجمهور من مختلف الدول والمحافظات: «كل سنة بنطور من أدائنا والمهام بتاعتنا بتزيد، والشباب بينظموا الصالات وبوابات الدخول والخروج، وبيعملوا حصر لعدد الزوار، كل ده بيقوم بيه المتطوعين، ليتحول البرنامج من مجرد نشاط إلى أداة رئيسية لتنظيم المعرض».
وأشار إلى أن برنامج المتطوعين له عائد اقتصادى كبير على الدولة، إذ يوفر مبلغاً مالياً ضخماً قد يصل إلى مليونى جنيه: «لو جِبنا 250 موظف يشتغلوا، وكل واحد أخد 5 آلاف جنيه فى التنظيم، بنتكلم فى 2 مليون جنيه، فى حين أن تكلفة التطوع لم تتخطَ نصف المليون جنيه، وتتمثل فى الزى والأطعمة وبعض الاحتياجات الأخرى، والبرنامج أصبح عضواً أساسياً فى المعرض».
وأكدت مى أسامة، المشرف الميدانى على برنامج المتطوعين بالمعرض، أنها والفريق ينتظرون المعرض من العام للعام، لقضاء وقت ممتع معاً، ومساعدة الجمهور والعمل على خدمته واكتساب مهارات جديدة وخبرات متنوعة: «موجودة فى المعرض بقالى 6 سنين وسعيدة بالتجربة دى، لأنها غيّرت فى شخصياتنا للأفضل».
وقالت إن هناك عدداً من الشباب انضموا للدورات السابقة، واكتسبوا مهارات اجتماعية مهمة ساعدتهم فى حياتهم، من بينهم شاب كان لا يجيد التواصل مع الناس، ودائماً يفضّل الجلوس بمفرده بعد تطوعه قبل عام، والآن أصبح اجتماعياً أكثر، ومتواصلاً بشكل فعّال مع الجميع: «تجربة المعرض فيها مكاسب معنوية وحياتية كتيرة جداً أهم من المكسب المادى».
وأضافت أنهم بدأوا فترة تدريب وإعداد قبل شهرين، انقسمت إلى تدريب ميدانى، وإلكترونى من خلال دورة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، لتأهيل المتطوعين، فضلاً عن اختبارهم خلال المقابلة الشخصية لاختيار أفضل المتقدمين للقيام بالمهمة بنجاح.