جمع الحب بين قلبيهما، رغم محاولات الأهل والأقارب التفرقة بينهما، تحديا الظروف حتى صارا زوجين ورزقهما الله بطفلة توجت مشوار الصبر والأمل، تلك قصة «صلاح وأميرة»، التي كادت أن تعرقلها الظروف الصحية التي عاشتها الزوجة منذ طفولتها، إذ عانت من مشكلات صحية أفقدتها البصر تدريجيا، دفع أهل زوجها قبل إتمام الزواج معارضة إتمام الزيجة، وخشت أسرتها ألا تتحمل المسؤولية فمنعوها من الزواج، لكن الحب ينتصر في النهاية.
قصة حب ووفاء رغم العتمة
والتقت «الوطن» الزوجين الشابين صلاح عبدالله، البالغ من العمر 28 عاما، والزوجة أميرة رمضان، 25 عاما، المقيمين في قرية الشيخ عيسى أبو العينين التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية وتعرفت عن قرب عن قصة الحب التي نشبت في قلبيهما كالنار المشتعلة، من خلال صدفة لم تكن على بالهما، فقرر الشاب أن يتزوج الفتاة، وكانت تمر بظروف صحية إذ كانت تعاني من مشكلات متمثلة في ضعف البصر، وتزوجا منذ 3 سنوات وأنجبا طفلة، وما زالا يستكملان المشوار رغم الألم.
وتقول «أميرة»، في حديث لـ«الوطن»، إنها التقت زوجها في بيتها إذ كان يعمل صنايعي بلاط «مبلّط» وكانت وقتئذ تعاني من حساسية بالعين لكنها لم تفقد البصر حينها، لافتة إلى أنه لفت انتباهها بحسن خلقه إذ لم يطالعها أثناء وجوده بمنزل أسرتها، كما أعجبت بتمكنه في عمله إذ كان مميزا في رسومات البلاط وعمل أشكال فنية، معلقة: تركت التعليم ومكثت في البيت بسبب فقد البصر وعوضني ربنا ورزقني.
أهل الزوج اعترضوا على الزيجة خوفا من عدم تحمل المسؤولية
ويلتقط زوجها «صلاح» طرف الحديث مستكملا أنه أعجب بأخلاقها فقرر مصارحة والدتها وطلبه الزواج بابنته، إلا أن أهله حاولوا عدم إتمام الخطبة واعترضوا، خاصة أن ألفتاة كانت تعاني من ضعف البصر ظل يواصل الضعف حتى فقدت البصر تدريجيا، لافتا إلى إجرائها عدة جراحات في العين لتصحيح البصر والعلاج، معلقا: أهلي خافوا إننا منتوفقش وتكون أميرة عاجزة عن خدمتي وأهلها خافوا من رفض أهلي».. حسب تعليقه.
أهل الزوجة منعوها من الزواج
ويستكمل صلاح أنه جاهد كل الصعوبات حتى أقنع عائلته وتمت الخطبة، لافتا إلى أن هناك مشكلات كانت تعترضهم فدفعت بالتبعبة والد أميرة لرفض الزيجة خوفا على ابنته من رفض أسرة خطيبها، لافتا إلى أن والد خطيبته عرض عليها أن يقدم لها السعادة بأي طريقة بعيدا عن الزواج، معلقا: «كان أبوها خايف متكونش قد المسؤولية وقالها هتحجي وانسي الزواج».. حسب قوله.
الزوج: ربنا خلقنا لبعض
ويتابع الزوج المحب الحديث لـ«الوطن»، أنه وأميرة تزوجا رغم الرفض ورغم ظروفها الصحية التي من الأكيد مانعا للزواج، وتوج الله قصتهما بطفلة جميلة تبلغ من العمر عامين، لافتا إلى أنه يعتبر أن الله خلقه لأجل أميرة وخلق أميرة لأجله فهو لم يتصور أن يكون له زوجة دونها، معلقا: «من صغري كنت بساعد والدتي في أعمال المنزل كأني كنت بتدرب علشان أساعد أميرة زوجتي في المستقبل».. حسب قوله.
بالحب والسعي والدعاء تستمر قصة الحب بين الزوجين
وتختتم الزوجة المحبة، في حديث خاص لـ«الوطن»، أنها رغم فقد البصر إلا أن الله عوضها بالزوج الصالح الذي احتواها ورزقها منه طفلة توثق وتوطد علاقتهما، ورغم الألم الذي كشفت عنه أميرة كون طفلتهما تعاني مرضا وراثيا وهو «التليف الكيسي» وهو مرض يصيب الرئة، إلا أنها تحاول علاجها وتسعى جاهدة لإنقاذ أسرتها بالحب والسعي والدعاء.