تنتشر بين جدرانها رائحة التراث، فالورشة لم يتغير نشاطها منذ عشرات السنين، ظلت على حالها، وتأصلت فى صناعة الفوانيس الصاج، فأصبحت واحدة من أقدم ورش الصناعة بمنطقة تحت الربع بالدرب الأحمر، تنتشر الفوانيس فى جوانب الورشة، بعضها جاهز للبيع، وآخر لم يكتمل، وقطع تنتظر الفرصة لتصبح فانوساً كاملاً، باستخدام أدوات بسيطة.
طارق الشربينى، صاحب الورشة التى ورثها عن أجداده، يعمل بها منذ سنوات طويلة مضت، يروى لـ«الوطن» بداية ورشته: «اتولدت لقيت الورشة دى موجودة، كبرت واتربيت على صناعة الفوانيس، وهى مهنتى، وهاعلم أولادى الصناعة كمان علشان يورّثوها».
يمر فانوس رمضان ببعض المراحل قبل اكتماله: «بنجهز الصاج ونلحمه، اللى هى فورمة الفانوس، ونجهّز الزجاج ونطبع عليه الآية القرآنية، وبعد كده مرحلة المكبس، وآخر مرحلة هى اللحام»، ثم يقوم «طارق» وصنايعية الورشة بتقفيل الفانوس، ليظهر بشكله النهائى، موضحاً أن كل عام يضيف بعض التعديلات والتجديدات على شكل الفانوس: «بنعدّل فيه كل سنة شوية حاجات، مش بيكون بنفس شكل موديل السنة اللى فاتت».
تبدأ الورشة فى الإعداد للفانوس منذ انقضاء عيد الأضحى المبارك إلى بداية شهر رمضان، أشهر طويلة يُعد خلالها «طارق» أبرز أشكال وتقليعات الفانوس الجديدة: «أول أيام رمضان بنوقف شغل، بنريح جسمنا بعد الفترة الطويلة اللى اشتغلنا فيها، والضغط الأكبر بيكون فى شهر رجب وشعبان، ونبدأ ننزل السنة الجديدة من بعد العيد».
30 فانوساً بمختلف الأحجام، أكبر عدد تم إنتاجه بالورشة، حسب «طارق»، ووصل طول أكبر فانوس إلى 6 أمتار: «إنتاجنا على حسب الصنايعى، وأكتر عدد فوانيس فى اليوم طلع من الورشة كان 30 فانوس، ومش كل الأحجام، لو نوع صغير شوية ممكن يتعمل منه 50 فانوس فى اليوم».