جدول ال
من هو النبي ذو النون ، سؤال قد يسأل عنه الكثير من المسلمين، فذي النون هو أحد الأنبياء الذي ذكروا في القرآن الكريم، وقد ذكر لقب هذا اللقب في القرآن الكريم في سورة الأنبياء، وجاءت تسميت هذا النبي بلقب ذي النون لسبب سنذكره في المقال، وقد ارسله الله تعالى ليدعوا إلى التوحيد حاله حال جميع الأنبياء من قبله ومن بعده.
الأنبياء
قبل الإجابة عن السؤال: من هو النبي ذو النون، فسنعرّف ما هو النبي فالنبي هو اسم مشتق من النبأ، أيّ الإخبار، وقد اشتق من النبوة أيضًا أيّ الشرف والمكانة والرفعة، كما هي المكان المرتفع عن الأرض، والنبي له تلك المكانة الرفيعة في قومه يخبرهم عن الله تعالى، بعد أن يوحى له بشرع يدعو الناس عبادة الله تعالى واتباع أوامره، ويرسله الله تعالى بشريعة سابقة، فلا يرسل الله الأنبياء لقوم كافرين أو لم تبلغهم رسالة من قبل، كما أنّه ليس للأنبياء كتاب سماوي خاص بهم، وهذا هو الفرق بين النبيّ والرسول، فالرسول يبعثه الله تعالى لقوم كفار لم يسبق أن نزل فيهم رسول، وسنعرف في هذا المقال من هو النبي الذي لقب بذي النون.[1]
من هو النبي ذو النون
في الإجابة عن السؤال من هو النبي ذو النون فالإجابة هي نبي الله يونس عليه السلام، والمقصود بالنون هو الحوت، وقد سُمي نبي الله يونس عليه السلام بهذا الاسم لأن الحوت قد التقمه، وبذلك فلقب “ذو النون” يعني صاحب الحوت، وقد بعث الله تعالى نبيه يونس ليدعوا الناس إلى عبادة الله تعالى ونهيهم عن الإشراك به، ولكنّ قومه تمردوا على دعوته وكذبوه وأصروا على كفرهم وطغيانهم، وعندما رأى يونس عليه السلام إصرار قومه وعدم تغير حالهم، تركهم وخرج من بينهم وتوعدهم بعذاب من الله تعالى.[2]
قصة النبي يونس مختصرة
بعد الإجابة عن السؤال: من هو النبي ذو النون، وبأنّه نبي الله يونس عليه السلام، لابدّ أن نعرف بعض المعلومات عن النبي يونس، وهو يونس بن متّى، ويعود فيه النسب إلى بنيامين بن يعقوب عليه السلام، وقد كان يونس أحد عبّاد بني إسرائيل الصالحين كثيري الصلاة، ولكنّه هرب من الشام إلى وادي دجلة في العراق، فأرسله الله تعالى إلى أه نينوى في العراق ليدعوهم إلى عبادة الله الواحد، وذلك في القرن الثامن قبل ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وكان عددهم حوالي مئة ألف أو أكثر، وهم ممن يعبدون الأوثان، وصنمهم الكبير اسمهم عشتار، ويعبدون أيضًا صنم الثور المجنح.[3]
وعندما دعاهم يونس عليه السلام لعبادة الله أصروا على كفرهم وتمردوا على الدعوة، فوغدهم نبي الله يونس بعذاب من الله وخرج من بينهم غاضبًا، وقد ظنّ أنّه بذبلك قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة، وعندما وصل شاطئ البحر ركب أحد السفن، وفي أثناء إبحار السفينة في عرض البحر هاج البحر واضطرب فعلم أصحاب السفينة أنّ بينهم شخص قد ارتكب ذنبًا، فقرروا بينهم أن من يقع السهم عليه سيلقونه في البحر، فجاء السهم على يونس عليه السلام، فحدثهم بقصته، وطلب أن يلقوه في البحر، وعندما ألقوا به في البحر التقمه حوت عظيم وذلك بأمر الله عزّ وجلّ، وقد قيل أنّ نبي الله يونس قد ظلّ في بظن الحوت ثلاثة أيام، وبذلك سُمي ذي النون، وقد أمضى وقته يسبّه الله ويستغره، وقد قال الله تعالى: “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ“[4]، وكانت إجابة الله تعالى له وأمر الحوت أن يلقي به في العراء فحمد الله تعالى على أن نجاه من هذا الكرب العظيم، وعاد إلى قومه ليجدهم وقد آمنوا بالله تعالى وينتظرون أن يعود إليهم وظلّوا كذلك حتى حين، فعندما ضلّوا سلّط الله تعالى عليهم من دمرهم.[3]
وهكذا نكون عرفنا من هو النبي ذو النون، وأنّه نبي الله يونس عليه السلام، الذي لم يصبر على دعوة قومه وتركهم فكان جزاء الله تعالى أن يلتقمه الحوت ويبقى في بطنه ثلاثة أيام، ولكنّه تاب واستغفر الله فتاب عليه ونجاه من بطن الحوت، فعاد إلى دعوة قومه.