اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة هو أحد الأيام الدولية التي يتم الاحتفال بها برعاية الأمم المتحدة من أجل القضاء على العنف ضد المرأة فهي من أهم القضايا الإنسانية التي تعاني منها النساء في أغلب دول العالم، وتختلف المظاهر والأسباب والدوافع التي تتسبب في ارتكاب العنف ضد المرأة ولكنها تتفق في النهاية على الآثار السلبية التي تؤثر على المجتمع بأكمله وليس على المرأة فحسب، وتعمل الدول والحكومات والمنظمات الحقوقية على العمل على التقليل ووقف تلك الممارسات، وعبر سيتم التعرف على موعد اليوم العالمي.
اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة
جاءت فكرة اليوم العالمي للعنف ضد المرأة من النشطاء الحقوقيين العاملين في مجال حقوق المرأة، وذلك من أجل العمل على وقف العنف الممارس ضد المرأة على أساس جنسها، وذلك بعد جريمة القتل اوحشي التي تمت في عام 1960 ميلادي لثلاثة أخوات فتيات هن فتيات ميرابال، اللواتي كان يعملن في النشاط السياسي في جمهورية الدومينيكان بناء على الأوامر المباشرة من الحاكم الدومينيكي رافاييل ترخيو، حيث تم قتل الأخوات الثلاثة خلال عودتهن من زيارة أزواجهن اللذين تم اعتقالهم في سجون الدكتاتور، حيث تم استيقاف السيارة التي كانت تقل الأخوات وتم قتلهن وقتل السائق المرافق لهن، وبعدها أعادوهن للسيارة مرة أخرى ثم دفعوها من أعلى المنحدرات من أجل إخفاء الجريمة، وكانت تلك الجريمة هي الشرارة التي بدأت منها حركة المقاومة ضد الديكتاتور، وتخليد ذكرى الأخوات الثلاثة اللائي أصبحن رمزًا لنضال المرأة في أمريكا اللاتينية بأكملها.[1]
متى اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة
يتم الاحتفال باليوم العالمي للعنف ضد المرأة بداية من يوم الرابع والعشرين من نوفمبر من كل عام، وتستمر الاحتفالات لمدة ستة عشر يومًا حتى يوم العاشر من ديسمبر، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ويأتي شعار اليوم العالمي للعنف ضد المرأة هذا العام تحت شعار: “لوِّن العالم برتقاليًا: فلننه العنف ضد المرأة، وهي المبادرة التي تستمر لمدة ستة عشر يومًا برعاية الأمين العام للأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والتي تستهدف وقف ومنع أعمال العنف ضد المرأة التي يتم ارتكابها في كافة دول العالم من أجل القضاء على العنف ضد النساء والفتيات، وعقد الندوات والمؤتمرات والنقاشات وورش العمل، والقيام بأنشطة التوعية نحو أهمية القضاء على العنف ضد المرأة، وسيتم غمر المباني والمعالم الشهيرة في العالم باللون البرتقالي من أجل التعريف باليوم وبأهمية الوصول لعالم خالٍ من العنف ضد المرأة بأي شكل من الأشكال.
اقرأ أيضًا: معلومات عن اليوم العالمي للتسامح
العنف ضد المرأة في المجتمع العربي
بحسب الإحصاءات العالمية فإن العنف ضد المرأة في المجتمع العربي من أكثر وأبرز أشكال ومظاهر وممارسات العنف ضد المرأة، ولا يقتصر العنف ضد المرأة في المجتمعات على الضرب والإهانة والاغتصاب والزواج القسري وغيرها من الممارسات العنيفة المصنفة كعنف ضد المرأة فهناك العديد من الأفعال التي تُرتكب ضد المرأة وتعد شكلًا من أشكال العنف ضد المرأة، مثل:
- عدم منح المرأة ميراثها الشرعي.
- الحصول على أموال المرأة واستحلال المال الذي جمعته بعد جهد ومشقة.
- استحلال أجساد النساء في الشوارع.
- جرائم القتل باسم الشرف.
- الإجبار على ارتداء أزياء معينة دون رغبتهن.
- تزويج الفتيات في مرحلة الطفولة.
- الزج بالفتيات في سوق العمل بدلًا من الدراسة.
- التمييز بين المرأة والرجل في تقاضي الأجر مقابل العمل.
- عدم الحصول على الرعاية الطبية المناسبة.
- التأخر في الحصول على الرعاية الصحية.
اقرأ أيضًا: الهدف من اليوم العالمي للمعلم
نسبة انتشار العنف الأسري في الدول العربية
لا يمكن التعرف بشكل حقيقي على نسبة العنف ضد المرأة داخل الأسرة، وذلك لأن ممارسة هذا النوع من العنف في أغلب الأحيان لا يتم الإبلاغ عنه، ولكن وفقًا للإحصاء الصادر عن شبكة الباروميتر العربي البحثية فإن اليمن هي أكثر الدول التي يمارَس فيها العنف ضد المرأة بينما تقع لبنان في المرتبة الأخيرة، والنسبة التي أعلنتها الشبكة هي:
- اليمن بنسبة 26%.
- المغرب بنسبة 25%.
- مصر بنسبة 23%.
- السودان بنسبة 22%.
- الجزائر بنسبة: 21%.
- فلسطين بنسية 14%.
- العراق بنسبة 12%.
- ليبيا بنسبة 7%.
- الأردن بنسبة 6%.
- تونس بنسبة 6%.
- لبنان بنسبة 6%.
اقرأ أيضًا: تاريخ اليوم العالمي للتبرع بالدم
أشكال العنف ضد المرأة
إن العنف ضد المرأة من أكثر الانتهاكات التي يتم ارتكابها بحقوق الإنسان والأكثر انتشارًا وتدميرًا على المستوى النفسي والجسدي في العالم، وفي الكثير من الحالات المقررة كعنف ضد المرأة لا يمكن التعرف على تلك الممارسات نظرًا للظواهر الاجتماعية والقانونية التي تصاحب العنف المُرتَكَب ضد المرأة والذي يظهر على المستويات النفسية والعقلية والجسدية للمرأة، ويشمل العنف ضد المرأة عدد من الممارسات من بينها:
- الضرب من الأب أو الأخ أو الزوج أو الابن.
- الإساءة النفسية من الأب أو الأخ أو الزوج أو الابن.
- الاغتصاب الزوجي.
- قتل النساء من الأب أو الأخ أو الزوج أو الابن.
- الاغتصاب.
- التحرش الجنسي غير المرغوب.
- الأفعال الجنسية القسرية.
- الاعتداء الجنسي على الفتيات.
- الزواج القسري.
- التحرش الجنسي في الشوارع.
- زواج القاصرات.
- المضايقات الإلكترونية.
- الملاحقة.
- الابتزاز.
- العبودية.
- الاستغلال الجنسي.
- تشوية الأعضاء التناسلية للإناث.
اقرأ أيضًا: متى اليوم العالمي للمرأة
إحصاءات الأمم المتحدة عن العنف ضد المرأة
إن العنف ضد المرأة من أكثر الممارسات الوحشية التي يتم ارتكابها بحق المرأة في أغلب دول العالم، وذلك لأسباب واعتبارات مختلفة تتقاطع جميعها في أنها تتسبب في الألم الجسدي والنفسي ضد المرأة باعتبارها الكائن الضعيف في المجتمع من الناحية الجسدية عند المقارنة مع الرجل، وفيما يلي مجموعة من الإحصاءات التي أعلنتها الأمم المتحدة حول العنف ضد المرأة:
- ثلث نساء العالم تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي خلال حياتهن.
- أغلب حالات الاعتداء الجسدي أو الجنسي على المرأة تكون من أحد أفراد العشير.
- بعد جائحة كوفيد ازدادت عدد الاستغاثات من العنف ضد المرأة التي تتلقاها الأمم المتحدة.
- 52% فقط من النساء المتزوجات يمكنهن اتخاذ قراراتهن بحرية حول الأمور المتعلقة بالعلاقات الجنسية، والرعاية الصحية، واستخدام وسائل منع الحمل.
- 71% من ضحايا الاتجار بالبشر من النساء.
- كل ثلاثة من أربع ضحايا لجريمة الاتجار بالبشر يتعرضن للاستغلال الجنسي.
اقرأ أيضًا: معلومات عن اليوم العالمي لذوي الاعاقة
آثار العنف ضد المرأة
إن العنف ضد المرأة هو إحدى الممارسات الخطيرة التي يتم القيام بها ضد المرأة، ويتسبب في الكثير من الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية ليس على المرأة فحسب، وإنما على المجتمع بأكمله، وتشير الدراسات إلى أن العنف ضد المرأة له العديد من الآثار والتي من أهمها:
- تدني مستوى الصحة النفسية والعقلية للمرأة.
- انخفاض مستوى الصحة الجسدية للمرأة.
- إصابة المرأة بالأمراض المزمنة مثل:
- آلام العظام.
- الصداع.
- آلام الظهر.
- اضطرابات الجهاز الهضمي.
- نوبات القلق.
- الأمراض العصبية.
- مشكلات القلب.
- اضطرابات الجهاز الهضمي.
- التقليل من الشعور بقيمة النفس لدى المرأة وضعف الثقة بالنفس.
- الصدمة والإنكار والخوف والارتباك والانسحاب وهي أعراض ما بعض الصدمة التي تتشابه مع التعرض للحوادث الجسيمة كالكوارث والحروب.
- ضعف الشخصية.
- الاكتئاب.
- الانتحار.
- عدم القدرة على التكيف النفسي مع الظروف المحيطة.
- العنف ضد المرأة يؤثر على التنشئة النفسية للأطفال؛ لأن الأطفال الذين ينشأون في بيئة معنفة يكونون عرضة للاضطرابات النفسية.
- محاولات الانتحار للأطفال في سن المراهقة.
- عدم القدرة على العمل وتأمين متطلبات الحياة.
- عجز الأسرة عن تقديم الدعم الصحي والنفسي للمرأة المعنفة.
اقرأ أيضًا: معلومات عن اليوم العالمي لمكافحة الفساد
أسباب العنف ضد المرأة
إن الحديث عن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة يستلزم الاهتمام بالبحث عن الأسباب التي تدفع الرجال لارتكاب ممارسات العنف ضد المرأة، وقد تناولت الدراسات التاريخية والاجتماعية والحقوقية تلك النواحي في المجتمعات المختلفة، وخلصت إلى أن العنف ضد المرأة له العديد من الأسباب والتي من بينها:
- عدم المساواة بين الرجل والمرأة.
- المعتقدات الاجتماعية التي تتسبب في ظهور التمييز ضد المرأة من قبل الرجل واعتبارها في درجة أقل منه.
- قبول الممارسات العنيفة من الرجل ضد المرأة تحت ذرائع مثل التربية أو الشرف أو القوامة.
- القبول المجتمعي للعنف ضد المرأة كممارسة تأديبية.
- اعتقاد الشريك بقدرته على تأديب المرأة من خلال ممارسة العنف ضدها.
- سن القوانين التي تؤسس للتمييز ضد المرأة في الدولة.
- السياسات الناتجة عن تنفيذ القوانين التي توصل للتمييز ضد المرأة.
- عدم وجود أي عقوبات ضد ممارسة العنف ضد المرأة.
- التسامح مع ممارسات العنف ضد المرأة والتساهل معها.
- سهولة الإفلات من العقاب في حالة ممارسة العنف ضد المرأة.
- عدم وجود حماية للمعنفّات من النساء.
- قلة التدابير المتخذة من أجل القضاء على العنف ضد المرأة.
- الأمية وتدني المستوى الثقافي.
- قلة الفرص المتعلقة بالعمل.
- زيادة معدلات الفقر.
- التنشئة الاجتماعية للأطفال الذكور في مجال العنف ضد المرأة.
- الخوف الشديد من الرجل.
وإلى هنا، نكون قد وصلنا إلى ختام المقال؛ وقد تعرفنا من خلاله على أهم المعلومات عن اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وتاريخ الاحتفال بهذا اليوم، واستعرضنا تاريخ العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية، وأسباب العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية والآثار المترتبة على العنف ضد المرأة.