جدول ال
ان تعبد الله كأنك تراه وان لم تكن تراه فإنه يراك تعريف من أهم التعريفات التي يجب أن يتعرف عليها المسلم حيث أن الله سبحانه وتعالى قد خلق جميع الإنس والجن بغرض عبادته وتقديسه، وعدم الإيمان بغيره والعبودية لها عدة صور وأشكال مختلفة لابد للمسلم أن يعلمها كلها لكي يعبد الله على حق.
ان تعبد الله كأنك تراه وان لم تكن تراه فإنه يراك تعريف
ان تعبد الله كأنك تراه وان لم تكن تراه فإنه يراك تعريف الإحسان فقد سأل سيدنا جبريل عليه السلام ذات مرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن ماهية الإسلام ثم الإيمان ثم سأله عن الإحسان فأجابه النبي أن تعبد الله كأنك تراه وان لم تكن تراه فإنه يراك، فقد جمع النبي كل معنى يدل على الإحسان في هذه الجملة الواحدة، فمعنى أن تعبد الله كأنك تراه أي شعورك بأن الله يراك يجعلك تزيد في الطاعات والعبادات وفعل الخيرات، وهذا أكمل أنواع العبادة والمشاهدة التي يستشعر بها العبد أنها يرى الله في جميع أفعاله، فإن لم يكن تراه فإنه يراك ويعلم كل ما تفعله وأكبر دليل على ذلك قوله تعالى”: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ”، فهو يعلم مكانك ويعلم خافية الأعين وما يخفي الصدور فيجب على العبد أن يراقب الله في كل فعل صغير كان أو كبير.[1]
ما هي مراتب الاحسان
الإحسان له مراتب عديدة وتتلخص مراتب الإحسان في ثلاث أمور هي كما يلي:
- المراقبة والخشية من الله والمشاهدة التي تجعل العبد في أسمى مراحل العبودية للمولى.
- الحياء من الله عز وجل فيكون العبد يمتلك حياء يمنعه من ارتكاب المعاصي لأن الله يراه فيستحي ان يعصيه.
- الأنس بالقرب من الله وهذه المرتبة لن يصل لها العبد إلا إذا اكتمل فيه المرتبتين السابقين.
شاهد أيضًا: لماذا الاحسان اعلى مراتب الدين
الإحسان في القرآن الكريم
لقد ذكر الإحسان في القرآن الكريم في الكثير من المواضع والتي هي كما يلي:[2]
- قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26].
- وقال تعالى: ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 112].
- وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم ﴾ [الذاريات: 15 – 19].
- وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 83 85].
- وقال تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [التوبة: 120].
وفي نهاية المقال نكون قد عرفنا أن قول ان تعبد الله كأنك تراه وان لم تكن تراه فإنه يراك تعريف الإحسان، فيجب على كل مسلم أن يراعي الله في تصرفاته وأفعاله، فإننا لا نرى الله لكنه يرانا ويرى كافة أفعالنا لذا يجب أن نخشاه في كل تصرف نتصرفه ونقوم به.