صحة
التوتر والقلق مشاعر طبيعية تنتاب الإنسان من وقت لآخر، نتيجة المرور بموقف معين، مثل مواجهة حيوان مفترس أو حدوث أزمة، إلا أنه حينما تتحول هذه المشاعر من عابرة إلى ملازمة للشخص، فإنها تتسبب في حدوث أضرار كثيرة للصحة العامة للجسم، قد تصبح «كارثية».
أضرار التوتر على الصحة العامة
أوضحت الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، خلال حديثها لـ«الوطن»، أن التوتر المستمر يسبب للجسم عديد من الأضرار النفسية والصحية، فإلى جانب سلب الشخص لذة يومه والقدرة على الاستمتاع والتواصل مع الآخرين بفعالية، فهو يتسبب في ارتفاع معدل هرمون الأدرينالين في الجسم، ما يجعل الشخص في حالة تأهب واستعداد مستمر للهروب أو الهجوم.
ويتسبب التوتر المستمر في زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب الإصابة بصداع مزمن لا تُجدي معه الأدوية المختلفة، وإصابة الجسم بالإجهاد والتعب المستمر، وإرهاق العضلات، فضلًا عن الشعور بالتعب والإجهاد الشديد وقلة النشاط عند الاستيقاظ من النوم: «الشخص بيصحى تبعان جدًا ومصدع ومُرهق كأنه كان بيتخانق طول الليل مش بيرتاح».
تأثير التوتر على الجهاز الهضمي
من التأثيرات السلبية الأخرى التي يُحدثها التوتر للجسم، التأثير على الجهاز الهضمي وحدوث مشكلات في القولون الهضمي والعصبي، إلى جانب التأثير على الجهاز المناعي، وبالتالي عدم قدرة الجسم على التصدي للفيروسات والبكتيريا الضارة التي تهاجمه من وقت لآخر: «كمان الناس اللي حاملة جينات سرطانية مثلًا فالتوتر الزايد بيخلي عندها زيادة قابلية للإصابة بالأورام السرطانية، وكمان لو شخص مصاب بالسرطان أو أي مرض مناعي فحالته بتسوء أكتر وفرص علاجه بتقل»، بحسب «صفاء».
كما يتسبب التوتر في إحداث تأثيرات سلبية كثيرة على القدرات العقلية والمعرفية، من خلال قلة التركيز ونسيان المعلومات وعدم القدرة على التخطيط أو التنفيذ: «الشخص بيكون تركيزه في حاجة تانية خالص بعيدة عن الشغل المطلوب منه، فمش بيعرف يركز في أي حاجة وده غالبًا بيسببله مشكلات في شغله»، وأن التوتر باستمرار يمكن أيضًا أن يكون سببًا للإصابة بأمراض القلب المختلفة، والأمراض المناعية مثل السكري والضغط، وأيضًا أمراض الجهاز المناعي مثل الروماتيد.
نصائح للتخلص من التوتر
في حال كان الشخص بطبعه يميل إلى التوتر والقلق، فنصحت «صفاء»، باتباع بعض الحيل والنصائح التي يمكن من خلالها تقليل التوتر، منها:
– دعم العلاقة الروحية وهي علاقة العبد بربه.
– التركيز على اللحظة الحالية فقط، والبعد عن التفكير في المستقبل.
– التنازل عن فكرة السيطرة على كل شيء.
– التحلي بالمرونة في التفكير وحل المشكلات.
– تنفيذ بعض التمارين السلوكية، مثل تمارين الاسترخاء واليقظة.
– زيادة أوقات التأمل.
– التحدث مع صديق مقرَّب.
– ممارسة الرياضة.