علاقات و مجتمع
قبل 6 أعوام، أُتهمت سيدة بقتل زوجها، ظلت خلف القضبان تنتظر حكم المحكمة التي قضت بإعدامها شنقًا، لترتدي البدلة الحمراء 3 أعوام كاملة، حتى يحين موعد التنفيذ والمثول أمام «طبلية عشماوي»، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان وسيناريو ربما لم يحدث سوى في الخبال والأفلام السينمائية، إذ فوجئت بحكم تاريخي بـ«البراءة»، من التهمة المنسوبة إليها، لتكن قصة سيدة الدقهلية كريمة السيد عبدالحميد، محط أنظار الجميع، التي تبدلت حياتها فجأة بعدما حفظتها العناية الإلهية.
بداية الواقعة والاتهامات بالقتل العمد
«كريمة» سيدة الدقهلية، من مدينة محل الدمنة، كانت أُتهمت في عام2017، بقتل زوجها بسبب خلافات زوجية بينهما، بعدما أنجبا طفلتين، حتى تسلل المرض إلى جسدها الهزيل ونقُلت إلى المستشفى وعلى الفور قرر الأطباء خضوعها لإجراء عملية جراحية دقيقة حتى تتماثل الشفاء وتعود لحياتها الطبيعية التي كانت عليها منذ قبل، لكن لم تستطع الزوجة توفير المبلغ المحدد للعملية ومصاريفها، لتحاول ابنتها آنذاك الاتصال بوالدها لإخباره بالأمر، وقبل الذهاب للمنزل جلس نحو 3 ساعات على مقهى مع أحد أصدقائه، ليموت الزوج بعد ذلك إثر وضع سم فئران له في القهوة، وفق السيدة: «تزوجنا بعد قصة حب طويلة وخدنا شقة في المساكن الشعبية وخلفنا بنتين، وعيشنا سوا في يوم رجلي اتكسرت، وهو أخذني للمستشفى وعالجني في مستشفى المنصورة الدولي، وبعدها راح قضي أسبوع مع أهله، واتفاجئنا بالناس بتصرخ وتقول لي جثته موجودة بجوار شريط القطار».
مشاهد تثبت براءة المتهمة
الزوجة المكلومة التي كانت خلف القضبان، ظلت تصرخ تحاول إثبات برائتها من الجريمة التي أُتهمت بها، إذ كانت قالت في المحكمة: «أنا ظلمت لفترة 6 سنوات خلف القضبان واتحرمت من بناتي، ولكني كنت على يقين بأن الله سينقذني ويظهر برائتي، وكان يقيني بأنني هخرج في يوم من الأيام، ومن كثرة الظلم الذي تعرضت له أصيبت بجلطة في قدمي اليمنى ومكنتش بقدر أمشي عليها».
كسر قدمها
ارتدت «كريمة» بدلة الإعدام لمدة 3 سنوات، وقرر محاميها تقديم طعن على الحكم في محكمة النقض وتقديم الأدلة لهيئة المحكمة التي تثبت البراءة، وهي بإنها كانت تعاني من كسر في الساق وكانت في الجبس قبل أيام قليلة من وفاة زوجها التي أُتهمت بقتله.
الزوجة التي أُتهمت بقتل زوجها، كانت روت كواليس الواقعة، وما حدث لها ولبناتها بعد الحكم بالبراءة، قائلة: «أهل زوجي اتهموني في قتله وبعد سجني رفضوا يستقبلوا بناتي واتحطوا في دار ايتام بعد اتهامي بقتل أبو بناتي محمد عبده الشربيني».
وتابعت سيدة الدقهلية، الحديث: «بعد الحكم عليا بالإعدام اتقفلت كل الأبواب في وشي، ولبست البدلة الحمراء وكنت انتظر 3 سنوات بتنفيذ الحكم، حتى أحضر المحامي الخاص بي أدلة لمحكمة النقض والتي قضت بالبراءة».
تقرير الطب الشرعي
وكان أثبت دفاع المتهمة ومحاميها، برائتها من التهمة المنسوبة إليها من خلال تقرير الصفة التشريحية للمجني عليه، والتي أفادت بإنه تناول سم فئران داخل مشروب القهوة والذي بدأ مفعوله بعد 4 ساعات، وعلى الفور كان قد اتصل بصديقه ليستغيث به، في الساعة 11 مساءًا، والفترة المحددة لمفعول السم لابد أن يتفاعل بعد 4 ساعات من تناوله.
وكانت تحدثت السيدة «كريمة» بعد خروجها من السجن لـ«الوطن» عن مواقف إنسانية مختلطة بعد استقبال أهل مدينتها لها بعد البراءة، قائلة: «أنا راح من عمري 6 سنين في جريمة لم أرتكبها فقد كانت رجلي مكسورة في وقت وفاة زوجي، وأنا أولادي ضاعوا مني 6 سنوات مش كنت ضامنة أني أرجع لهم تاني، لكن الحمد لله القضاء أنصفني لكن بعد عذاب 6 سنوات كنت أعد كل ثانية وولادي بعيدين عني».
وكان صدر الحكم في يوم 2 سبتمبر 2019 على المتهمة بالإعدام شنقا، وبعد نظر محكمة النقض القضية قضت ببراءتها وخرجت من جديد وعادت إلى بيتها في مدينة محلة دمنة.