علاقات و مجتمع
مقطع فيديو مدته لا تتجاوز الدقيقة، لكن ما ورد فيه من كلمات زلزلت وأثارت تعاطف كثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لفظها شاب فلسطيني يعانق زوجته الحامل العناق الأخير، بعدما استشهدت جراء قصفا إسرائيليا، ليكون آخر حضن ووداع وآخر كل شيء إلا الحب والذكريات والألم، لتختنق الكلمات في حلقه، إذ قتلوها بلا رحمة لها أو لجنينها تحت نيران القصف الغاشم، الذي بعد عن كل معاني الإنسانية.
فلسطيني يعانق زوجته الحامل لآخر مرة
ظهر الشاب الفلسطيني، في المقطع يودع زوجته فقيدة قلبه، التي استشهدت جراء القصف العنيف على قطاع غزة، وبأعين حبيسة الدموع، يحاول أن يزيل كفنها، لكنه يغطيها بقلبه، ويفارقها دون يمسك يديها، في صدمة أفقدته النطق، فلم ينطق إلا ثلاث كلمات «سلام يا بابا»، بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي منزله، وجرى تهجيرهم منه، في لحظات مأساوية لا تعبر عنها الكلمات.
وروى الصحفي الفلسطيني أحمد أبو الروس، مصور فيديو الزوج وهو يحتضن زوجته، في حديثه لـ«الوطن»: «كانوا متجوزين من سنة، الشاب قعد يصرخ ويقول لا إله إلا الله، كانت في بطنها طفلنا الأول، سلام يا بابا سلام»، إذ عكس المصور بعدسته، معاناة الأهالي من فقدان أحبتهم بلا ذنب، جراء أفعال من لا يوجد في قلوبهم رحمة، جراء القصف الإسرائيلي.
@naroto13789 شاب فلسطيني يعانق زوجته الحامل العناق الاخير التي استشهدت بسبب القصف الاسرائيلي
originalljud – One Iraq
فراق وألم ودموع
ارتقت الزوجة مع الجنين، تاركين الزوج في ألم، لم يدر كيف ولماذا ولمن يعيش، وبـ«لا إله إلا الله»، ردد الزوج كلمات معبرًا عن احتسابه بالصبر عند الله، ومن حوله الجميع يحاولون التهوين عليه، وأثار الفيديو المؤثر للشاب الفلسطيني، الذي نشره تليفزيون فلسطين عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حالة واسعة من التعاطف والحزن على حال الزوج المأساوي.
انفطرت قلوبنا
وبين الحزن والألم والتعاطف، جاءت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الفيديو، كالتالي: «ربنا يصبرك يا رب»، «بسم الله على قلبك»، «ربنا يقويك ويخلف عليك خير»، وسط دعوات بأن يعطيه الله سبحانه وتعالى القوة والدرة على تحمل الفراق، ويبث بداخله الصبر، في مشهد يوثق جانبا من وحشية الاحتلال الإسرائيلي.