علاقات و مجتمع
أمهات شابات في مقتبل العمر يعانين اكتئابا شديدا حتى بدا الشيب على ملامحهن، وأطفالا استسلموا لأوجاع الأزمة التي باغتتهم فجأة وأجبرتهم على ترك منازلهم وذكرياتهم المحفورة في بلدهم، كل ذلك دفع السيدة السودانية المقيمة في مصر «أماني الطيب» للتفكير في مساعدتهم للخروج من اليأس الذي تملكهم.
تحت شعار «تضميد الجراح» أطلقت «أماني» من خلال مركز العزيمة لتنمية المرأة والطفل الذي دشنته منذ إقامتها بمصر قبل خمس سنوات، مبادرة دعم نفسي للأمهات والأطفال القادمين من السودان في الفترة الأخيرة جراء الأزمة الحاصلة هناك، وبحسب حديثها لـ«الوطن»، فإنها لاحظت انعكاس الأزمة على السودانيين القادمين إلى مصر خاصة النساء والأطفال وأرادت دعمهم بما تستطيع.
معالجة الصدمات النفسية
على مدار ثلاثة أيام تقدم «أماني»، التي قطعت مسافة كبيرة في التعايش مع المجتمع المصري بصبحة أسرتها منذ خمس سنوات وحفظت عادات أهله، تدريبات دعم نفسي للأمهات السودانيات وأطفالهن، تشمل تلك التدريبات معالجة للصدمات النفسية، ومساعدة الأسر في وضع خطط استراتيجية للفترة القادمة بعد مغادرة بلادهم، بقيادة أخصائي الدعم النفسي نسرين الطيب: «بنحاول نساعدهم يتجاوزوا الأزمة ويبدأوا من جديد في مصر لحين استقرار الأمور هناك».
لم تقف السيدة السودانية الأربعينية، عند هذا الحد، بل تسعى بمساعدة فريق متطوع من الأخصائيين النفسيين السودانيين المقيمين بمصر، إلى تنفيذ تدريبات نفسية لسحب الطاقة السلبية وتبديلها بطاقة إيجابية تساعد الأمهات والأطفال القادمات خلال الأزمة الأخيرة على تجاوز ما حدث خلال رحلة طويلة وشاقة قطعوها جميعا من العاصمة السودانية الخرطوم حتى معبر أرقين البري الحدودي وصولا إلى العاصمة المصرية القاهرة: «مهم جدا نعطيهم أمل في اللي جاي عشان يكملوا ويعيشوا».
جلسات يوجا وتأمل
جلسات الدعم النفسي التي تقدمها السيدة السودانية بمساعدة متخصصين نفسيين، أصبحت بمثابة مساحات آمنة للأمهات للتعبير عن مشاعرهن ومخاوفهن تشمل أيضا جلسات تأمل، وورشة تغذية علاجية ويوجا، وبحسب تعبيرها، نجحوا في مساعدة العشرات من الأمهات السودانيات وأطفالهن في تخطي حالة الخوف اللائي جئن بها إثر الأزمة التي عاشوها.