علاقات و مجتمع
في إحدى بقاع الأرض التي تعكس الجنة بجمالها الطبيعي، كانت رحلة الدكتورة يمنى إسماعيل للتدريب على عمليات حفظ السلام الدولية في سويسرا، بعد أن اختارتها الحكومة السويسرية ومعهد جنيف لدراسات الأمن لتكون المصرية الوحيدة هناك، وتروي لـ«الوطن» كواليس تلك المهمة، بالإضافة إلى مشوارها العملي والعلمي لمكافحة انتشار الأسلحة النووية، وأبحاثها في مجال الأمن الدولي.
حدثينا عن نفسك، وكيف تم اختيارك للمشاركة في تدريب عمليات حفظ السلام؟ كيف كانت مهمتك وهل هناك مصريات أخريات؟
أنا باحثة في الأمن الدولي تخصصها الأمن النووي، وعدم الانتشار النووي، والمنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل، ونزع السلاح، وتدويل دورة الوقود النووي، والسلام الدولي و الاقليمي، وُلدت في اليابان عشت هناك 6 سنوات ثم هاجرت إلى الكويت ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكية، حصلت على ماجستير في الشؤون الدولية تخصص الأمن الدولي من الجامعة الأمريكية في القاهرة و بكالوريوس العلوم في التكنولوجيا الطبية مع تخصص في الكيمياء من جامعة ولاية كاليفورنيا، نورثريدج بأمريكا.
ثم شاركت في تأليف كتاب دولي عن تطوير دورة وقود نووي في منطقة الشرق الاوسط و الامن النووي و نشر العام الماضي، وأعمل مع المعهد العربي في دراسات الأمن في مشروع جديد خاص بدورة الوقود النووي.
بالنسبة لمهمة تدريب حفظ السلام في سويسرا، تم اختياري لتلك المنحة لأكون المصرية الوحيدة ضمن المشاركين من دول العالم، وهو تدريب مكثف عملي على جميع العمليات التي تقوم بها قوات حفظ السلام في العالم، تقدمه الحكومة السويسرية ومعهد جنيف لدراسات الأمن، وسوف يبدأ التدريب في الـ25 من فبراير 2023.
مثلتِ مصر في المؤتمر العربي الرابع للمياه في جامعة الدول العربية حدثينا عن تلك المشاركة، ومشاركتك في المنتدى النووي في الأردن؟
تشرفت بدعوة رسمية من دولة فلسطين العزيزة باسم الرئيس محمود عباس وممثله الوزير مازن غنيم رئيس سلطة المياه، وكان مؤتمرًا مهمًا و مؤثرًا تناول جميع التحديات التي تعاني منها الدول العربية بسبب شح المياه.
أما عن مشاركتي في المنتدي النووي في الأردن الحبيب، فقد تشرفت بالتحدث في أكثر من دورة من 2016 وفي الدورة الـ14 في نوفمبر الماضي تحدثت عن حوكمة دورة الوقود النووي في الشرق الأوسط.
حصلتِ على جائزة تقدير من معهد ستانتون الأمريكي والمعهد العربي للدراسات الأمنية لدورك في تطوير دورة وقود نووي إقليمي متى كانت الجائزة، وكيف كان تأثيرها عليكِ؟
الجائزة كانت من حوالي سنة و نصف تقريبًا، لها أهمية كبرى عندي لأنها لم تكن لبحث معين بل لإسهامات مختلفة في ذلك الموضوع تحديداً، وهو الموضوع الذي بدأته في رسالة الماجستير الخاصة بي من الجامعة الامريكية «كان وقتها موضوع مميز و فريد و محدش اتكلم فيه في المنطقة كتير»، ونجاحه كان بفضل الأشخاص الذين آمنوا بي و برسالتي وشجعوني على الاستمرار فيها رغم صعوبتها، «الجائزة دي بالنسبة لي تشجيع اكبر من مؤسسات عالمية و اقليمية و بتديني حافز اني اكمل في المجال ده وأفيد بلدي و دول المنطقة اكيد بالبحث والدراسة المستمرة».
أخيرًا لماذا اختارتِ مجال الأبحاث والعمل الأمني والدراسات في الأمن النووي؟
تعلقت جدا مجال البحث العلمي عمومًا منذ طفولتي، وبعد دراستي في العلوم الطبية و الحيوية و بعدهم في الامن الدولي تخصصت في الأمن النووي بسبب شغفي تجاهه، ولأنه علم فريد في منطقة الشرق الأوسط تحديدًا، كما أنه يحتاج الكثير من الأبحاث الجديدة حتى نواكب به التطورات الجديدة والاحتياجات الخاصة بالطاقة المستدامة، وقالت: «هدفي اني احقق ده في مصر وأقدم خدماتي هنا ويكون لأن الأبحاث في الأمن النووي قليلة جدا ومش معروفة».