علاقات و مجتمع
«شوفوا ابني يوسف شعره كيرلي وأبيضاني وحلو وينه حبيبي؟»، أيام مضت بصعوبة على أسرة الطفل الفلسطيني «يوسف» ذو الـ7 سنوات، منذ استشهاده في إحدى غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الكلمات الماضية كانت الجملة التي نطقتها بحرقة، والدة الطفل الراحل قبل معرفتها بخبر وفاته، إذ كانت تدور في أروقة المستشفى بحثًا عن صغيرها، وهي الكلمات التي ستظل محفورة في ذاكرتهم مهما طال الزمن.
وصية الطفل الفلسطيني يوسف
وتحدث محمد حميد أبو موسى، والد يوسف، طبيب الأشعة الفلسطيني، لـ«الوطن»، بعد أيام قليلة من استشهاد طفله، عن وصية الصغير، مؤكدًا أنه ما زال يحترمها: «يوسف حبيبي استشهد كان أطيب قلب، أكتر شيء قاسي عليه هو كان البعد عني بسبب العمل، قبل ما يموت طلب نعمل حضن عائلي، ولسه إحنا على وصيته ووعده».
حضن عائلي طلب يوسف الأخير
ففقدت العائلة، العديد من الأفراد وتهدمت المنازل، لكنها ما زالت باقية على عهدها بتنفيذ وصية يوسف: «كان حنون بيحب نحس أننا جمبه، رحمة الله عليه استشهد ضحية غدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، حسبنا الله ونعم الوكيل، مبتفارقش لساني لحظة، مش مصدقة يوسف حبيبي راح، فعلًا كان شعره كيرلي وأبيضاني وحلو، لسه بنعمل الحضن العائلي زي ما كان بيحب»، بحسب حديث الأم المكلومة، روان حسن، لـ«هُن».
اقرأ أيضًا: «أبيض وشعره كيرلي».. أول تعليق لطبيب فقد طفله في غزة: « قلبي مات»
«كان بيصحى من النوم يقولي يا ماما وينه بابا وأخواتي بدنا حضن عائلي»، كانت هذه كلمات الأم الفلسطينية «روان»، التي أكدت أنهم ما زالوا على وصيته، وكانت تأمل أنّ يكون صغيرها الراحل على قيد الحياة: «كان قلبي بيقولي ده استشهد، بس كان نفسي إحساسي يكون غلط، الناس بتترحم عليه».
اقرأ أيضًا: «الطفل يوسف شعره كيرلي».. حكاية شهيد فلسطيني هز العالم
ذكريات والد الطفل يوسف
«كان قلب البيت»، هكذا عبر والد الطفل يوسف: «خرجت من تحت الركام بدور على ولادي، لقتني فقدت يوسف، كان أجمل ضحكة، كان قلب البيت، حبيبي الله يرحمه، هنفضل على وصيته لحد آخر يوم في عمرنا، يارب كل الناس تفضل تترحم عليه وفكراه».