علاقات و مجتمع
لا يعرف معنى الغربة إلا من ذاق مرارتها، إذ أن الحياة خارج الوطن تعد أكثر قسوة، ولا يعاني من ذلك الألم، أكثر من السيدات المغتربات مع أزواجهن، فيتحدين الاختلاف الكبير بين الثقافات العربية والغربية، ويحافظن على الحدود الدينية رغم الصعوبة، ولمست «وصال» تلك الشعرة الفاصلة بين هوية الإنسان فور خروجه من وطنه، فقررت أن تطلق مبادرة تعين فيها ربات البيوت والأمهات المصرية على الإقامة في إنجلترا، وتعلمهن كيفية التكيف مع الحياة الجديدة عليهن.
«وصال» تطلق مبادرة لدعم السيدات المصرية في الخارج
وصال مختار، سيدة مصرية تعيش في إنجلترا منذ عدة سنوات، وشعرت خلال حياتها الجديدة في أوروبا بالاختلاف الكبير بين الثقافة والدين، وبدأت تخاف على أطفالها من أن ينسوا إسلامهم وهويتهم العربية، بسبب الانخراط الكبير مع زملائهم الأجانب في المدارس والجامعات، فتعلمت من التجارب التي خاضتها في تلك الفترة، وأحبت أن تشاركها مع السيدات المصريات والمقيمات ببريطانيا.
وتحكي «وصال» في حوارها لـ«هن» أنها نشرت فكرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووجدت تفاعلًا كبيًرا مع الكثير من السيدات، اللاتي يرغبن في الاستفادة من قصصها والمواقف التي عاشتها، فبدأت بكتابة الخواطر والنصائح، ومشاركة التجارب المختلفة التي حدثت معها، ليتعلمن منها المصريات، خاصة إذا كانت إحداهن انتقلت حديثًا بسبب عمل زوجها أو دراسة أبنائها.
«وصال» تخفف ألم الغربة
لمعرفتها السابقة بمدى صعوبة الاغتراب، أنشأت مجموعة عبر الإنترنت تضم فيها الأمهات المصرية من كافة المدن البريطانية، تخفف عنهن ألم الغربة، وتشاركهن أفكارًا عن طريقة قضاء المناسبات الدينية كشهر رمضان والأعياد، من خلال طهي الأطعمة المصرية الأصيلة والحلوى الشرقية، ليتجنبن مشاعر الحزن، لبعدهن عن الوطن.
وتروي «وصال» في حديثها لـ«هن»، أنها أيضا حاولت أن تجعل أطفالها يشعرون بالاندماج مع زملائهم الأجانب، فصممت بعض الكروت، وكتبت بها جمل عن الإسلام، وعادات المسلمين خلال شهر رمضان، ووزعها أولادها على أصدقائهم حتى يتعرفوا على دينهم، ويتقبلوا هذا الاختلاف، ويظهروا احترامهم لذلك.