علاقات و مجتمع
في مشهد إنساني تعجز عنه الكلمات لكنه جسد حالة فريدة من التضامن والدعم، إذ تحول زفاف شاب جزائري كفيف من مجرد حفل بسيط مقتصر على الأهل والأصدقاء إلى حملة شارك فيها الآلاف من الشعب الجزائري بمشاركة عدد من الدول المجاورة.
ففي ولاية خنشلة، يعيش الشاب الجزائري الكفيف شمس الدين، الملقب بـ«موكا» هو وأسرته، إذ يعاني «موكا» هو وإخواته الثلاثة من فقدان البصر، وكان يحلم بأن تدخل الفرحة لقلب والدته بالاحتفال بحفل زفافه، لكنه كان يخشى من قلة المعازيم، إذ لم يتمكن من إقامة احتفالية كبرى بسبب قلة الإمكانيات المادية.
وروى «موكا» قصته إلى أحد أصدقائه، الذي بادر بالتواصل مع إحدى الصحف المحلية بالجزائر عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، التي قامت بنشر صورته ووجهت الدعوة إلى المتابعين بالمشاركة في حفل الزفاف، بحسب ما ذكرته «العربية».
10 آلاف شخص و2000 سيارة تشارك في زفاف «موكا»
وفي يوم الزفاف تفاجأ الشاب الكفيف بمشاركة أكثر من 10 آلاف شخص لحفل زفاف من الجزائر والدول المجاورة مثل تونس وليبيا، وتحول فرحه إلى مهرجان شعبي، شارك فيه أكثر من 2000 سيارة و100 دراجة نارية، وأكثر من 50 فرسا، بالإضافة إلى عشرات الفرق الموسيقية.
وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو من حفل زفافه، وحضر المعازيم محملين بالهدايا والأموال، وتلقى «موكا» دعوات من بعض المعازيم لقضاء شهر العسل في تركيا وتونس، وعبر العريس الجزائري عن فرحته هو والدته التي لا يمكن وصفها.
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عدد كبير من الصور والفيديوهات، عن المشاركة في حفل الزفاف، منهم الكاتبة الجزائرية أحلام المستغماني، التي نقلت مشاهد من الفرح عبر حسابها الرسمي على «فيس بوك»، معلقة: «إنّه الشعب الجزائري على سجيّته، بنخوته وطيبته وكرمه، متطرّف العواطف، ككلّ حنون إن أحبك أغدق عليك وإن جرحته يا ويلك».