علاقات و مجتمع
«كنت أجلس إلى صندوق الدنيا وأنظر ما فيه، فصرت أحمله على ظهري وأجوب به الدنيا، أجمع مناظرها وصور العيش فيها عسى أن يستوقفني أطفال الحياة الكبار، فأحط الدكة وأضع الصندوق على قوائمه، وأدعوهم أن ينظروا ويعجبوا ويتسلوا»، كلمات الكاتب الراحل إبراهيم عبدالقادر المازني عن حكايات «صندوق الدُنيا»، بينما العالم في سباق تكنولوجي هائل كاد أن يمحو ذكريات الماضي من عقول الكبار، عادت الكاتبة هند جاد الله مع الفنان هشام السعيد لإحياء فكرة «صندوق الدُنيا» خلال فعاليات معرض الكتاب ليجسد قصص الأدب الايرلندي للأطفال الصغار
حكايات الأدب الأيرلندي في «صندوق الدُنيا»
في بداية القرن الـ20 كان يخرج حاملا على ظهره صندوقا كبيرا، ثم يضع الصندوق ويجتمع حوله الأطفال، يظل صاحب الصندوق يحرك الصور التي تظهر من داخله ويشرح بالتفاصيل قصصا يستأنسها الصغار والكبار، ثم يحمل الصندوق ويجوب به الدنيا، عادت فكرة ذلك الصندوق السحري الذي كان يعكس الفن والسينما والروايات، إلى المعرض من جديد من خلال ورشة «اتفرج يا سلام» التي قدمتها الكاتبة والمترجمة هند جاد الله، مدرس معتمد من جامعة كامبريدج، خلال فعاليات معرض الطفل في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
تقول «هند» لـ«هُن»: «بالنسبة للورشة أستاذ هشام عمل ماكيت القصة زي صندوق الدنيا وابتدينا نحرك المشاهد وأنا احكي القصة من خلال الأحداث اللي بيحركها أستاذ هشام، أما الـ3 أعمال اللي شاركت بيهم صادرين عن الهيئة العامة للكتاب، هما ترجمة للأدب الشعبي الايرلندي، الأميرة الطيبة، القط الشرير، وآخرها العملاق الأناني».
أما بالنسبة لعمل الكاتبة هند جاد الله، فأوضحت: «أنا بشتغل في الترجمة من 10 سنين وترجمت 3 اعمال للأطفال في معرض الكتاب، بشتغل مترجمة على موقع وزارة الشباب والرياضة، ومدرسة لغة إنجليزية في مدرسة، شاركت في الورشة من خلال الأستاذ هشام السعيد اللي ساعدني في رسم قصة العملاق الأناني بعد ما ترجمتها، وقدمناها خلال ورشة (اتفرج يا سلام)، ضمن حكايات زي صندوق الدنيا».
ردود فعل الأطفال على الورشة
لم تتخيل «هند» كم التفاعل الكبير من الأطفال والمشاركة معهم خلال فعالية الورشة في معرض الكتاب، بالرغم من التطور التكنولوجي الهائل إلا أن شخصيات الحكايات أثارت فضول الصِغار حتى امتلأت القاعة: «مكنتش مصدقة تفاعل الأطفال وفرحتهم برغم التطوير التكنولوجي وجيل الإنترنت والكرتون والإنميشن، إلا أنهم كانوا فرحانين ومتفاعلين جدا، والورشة كانت زحمة ومكتملة هي وباقي الورش.. كان في ورش للحكي الناس كانت مبسوطة بيهم هي والهاند ميد».