صحة
«لو بطلنا نحلم نموت»، ربما تعتقد أنها جملة عابرة في أغنية شهيرة، لكن هل فكرت من قبل في معناها؟ أو قادك عقلك إلى تفكير فيها بشكل متجرد بعيدا عن الصور الجمالية، فرغم أن هناك من يزعم أنه لا يحلم أثناء النوم، ففي الحقيقة لا يوجد شخص في العالم لا يحلم، وأن عدم رؤية الأحلام يؤدي للإصابة بالأمراض، وفقًا للدكتور محمد طه استشاري الطب النفسي، في كتابه الأخير «دائرة الرحلة».
مراحل الحلم وعلاقتها بصحة العقل
يوضح طه في كتابه، أن الأحلام رسالة تأتي من مستوى الوعي الأعلى، وتمر بأربع مراحل خلال هذة الرحلة، وهي أدوات تسمى تشفير الأحلام، ومن خلالها يحول الوعي الرسائل لرموز كرمز لشخص أو موقف، ثاني مرحلة التكثيف، وفيها يتكون الحلم يتكون من العديد من الأفكار، ثم مرحلة الإحلال، والمرحلة الأخيرة هي المراجعة النهائية، إذ أننا نحلم بمشاهد غير مرتبة، فيقوم العقل بترتيبها ليصنع لنا المشهد الأخير، وهو «الحلم».
ويؤكد أنه أثناء الحلم تتحول المواقف التي نمر بها في اليوم الواقعي، من الذاكرة قصيرة الأمد، إلى ذاكرة طويلة الأمد، فلا ينساها الإنسان، وأن هذه العملية المرتبطة بصحة العقل لا يمكن أن تتم إلا أثناء الحلم والنوم العميق، إلا أن عدم التعرض للأحلام والوصول لهذه النتائج، قد يصل بالمرء إلى الأمراض العقلية.
هل عدم رؤية الأحلام يعرضك للأمراض؟
يقول الدكتور أحمد صلاح الدين أستاذ مساعد جراحة المخ والأعصاب بجامعة القاهرة، لـ«الوطن» إن النوم العميق مهما لتثبيت الذاكرة، إذ أننا نحلم أثناء النوم العميق، كما أن الأحلام تعطي فرصة ذهبية لترتيب الأفكار وإخراج أفكار إبداعية موجودة بداخل الشخص، لكنه لم يستطع إخراجها اثناء وعيه، خاصة أن كثير من الأشخاص بعد استيقاظهم من نوم عميق يأتون بفكرة لم تكن موجودة من قبل، لذا ينصح الطبيب الطلاب بالنوم قبل الامتحان لتثبيت المعلومات داخل الذاكرة طويلة الأمد.
وعن علاقة الامتناع عن الأحلام بالإصابة بالأمرض، أكد «صلاح الدين» أن عدم النوم العميق يمنع الأشخاص بل يحرمهم من الأحلام، ما يؤثر صحيًا على صحة العقل، ويؤدي لتدهور وظائف المخ العليا والوظائف الإبداعية، ما يصيب الشخص بخلل في التركيز والتذكر.