علاقات و مجتمع
«أضطر أحيانًا أن أصلي وأنا جالسة على الكرسي لوجود زملائي الرجال داخل مكتب العمل أو أصلي في السيارة.. فهل تجوز صلاتي؟» سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية من سيدة تتساءل حول مدى جواز الصلاة وهي جالسة أثناء عملها لوجود زملائها الرجال.
وأجاب عن ذلك الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا حرج في صلاة المرأة أمام الرجال، والأفضل أن تبحث عن مكان آخر لكن إن لم تجد فلا مانع في ذلك، متابعًا أنه لا يجوز صلاة المرأة جالسة لوجود رجال فلا بد أن تقوم بجميع أركان الصلاة، منوهًا بأنه طالما أن المرأة تصلى بملابس ساترة فلا مانع من الصلاة أمام الرجال.
تقصير المرأة في الصلاة.. هل يحاسب عليه الزوج؟
وفي سؤال آخر ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي من زوج سأل فيه عن هل يُحاسب على تقصير زوجته وبناته في الصلاة، أم أنه أمر شخصي يخص كل فرد بذاته انطلاقًا من الآية القرآنية «ولا تزر وازرة وزر أخرى».
وأكدت دار الإفتاء المصرية، في فتواها عبر البوابة الرسمية، أن تقصير أحد الزوجين في أداء حقوق الله تعالى عليه كالصلاة وغيرها من المعاصي التي يأثم الشخص على تركها شرعًا، يقتضي من الطرف الآخر مداومةَ النصح والإرشاد لصاحبه بالالتزام بهذه التكليفات الشرعية الواجبة، والصبر على ذلك والتلطف فيه؛ امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾.
وأكملت دار الإفتاء، في فتواها أن الشرع الشريف أوجب على كل من الزوج والزوجة: حقوقًا لله تعالى؛ ومن حقوق الله تعالى عليهما: الامتثال لأوامره، والانتهاء عن نواهيه، والنصح لله تعالى فيما بينهما؛ فعن تميم الداري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» أخرجه مسلم في «الصحيح».
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن اللهُ تعالى، خص الزوجَ بدرجةٍ جعله بها قائمًا على أمر زوجته ومسؤولًا عنها؛ فاستوجب ذلك مزيدَ حرصٍ منه على نجاتها وسعادتها في الآخرة، كما هو مسؤول عن حاجتها وسعادتها في الدنيا؛ وذلك في قوله تعالى: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة: 228]، موضحة أن ذلك الحرص يتحقق بنصحها وحَثِّهَا على الالتزام بحقوق الله تعالى عليها وعلى رأسها الصلاة، كحرصه وحثه على الالتزام بحقوقه الزوجية عليها.