صحة
يرتبط الأطفال الصغار بالتكنولوجيا، حتى أن بعضهم يدمن استخدام الأجهزة الذكية، ومع الوقت تتسبب تلك الأجهزة في تقليل مستوى الذكاء لدى الطفل، لأنه يكون مجرد متلقي للمادة التي يستقبلها من جهاز الأيباد أو الهاتف المحمول الذي يحمله دون أي تفاعل.
ونشرت صحيفة «ذا صن» البريطانية، دراسة عن علاقة الأجهزة الإلكترونية والشاشات بالتأخر العقلي للطفل، أجراها مجموعة من الباحثين في معهد سنغافورة للعلوم السرية، وكانت النتيجة أن ترك الشاشات الإلكترونية بين أيدي الأطفال لساعات طويلة، قد يؤثر على مستويات اليقظة والذكاء والتذكر لديهم، كما أنها تتحكم في عواطفهم.
تأثير الأجهزة الإلكترونية على التطور العقلي للطفل
بعد الدراسة التي أجراها علماء معهد سنغافورة للعلوم السرية، ونتيجة تلك الأبحاث بتأثير الأجهزة الإلكترونية على عقول الأطفال بالسلب، تقول الدكتورة صفاء حمودة، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان بكلية الطب جامعة الأزهر لـ«هن»، إن الأجهزة الإلكترونية لا تسبب تخلف عقلي، لكنها تحد من مستوى ذكاء الطفل: «لو الطفل بيتفرج على نوع معين من الفيديوهات والبرامج طول الوقت، ده بيخليه متلقي سلبي، ويحد من مستوى ذكائه، لأنه مش بيشغل عقله زي الأنشطة اليدوية، مجرد بيتفرج ويوثق المعلومة بس، والنتيجة أنه بيتأخر في الكلام أكتر من العادي».
وأضافت «صفاء»، أن التواجد أمام الشاشات أيضاً، قد يسبب للطفل التوحد، لأنه حينها ينطوي على ذلك الجهاز، ولا يتعامل مع أصدقاء من الوسط المحيط أثناء اللعب، كما أن معاملة الأطفال مع الأجهزة الإلكترونية بشكل مستمر، تؤثر على مستوى ذكائهم، بسبب تحديد المعلومات التي يستقبلها الطفل منها لتطور ونمو عقله: «كل ما كان الطفل بيمارس أنشطة بإيده أكتر، ويقرأ أكتر ما يسمع فيديو، زي القراءة مثلاً، ده بيزود نموه العقلي، لأنها تتعامل مع أكثر من منطقة في المخ، منها النظر والوصلات العصبية المسؤولة عن معنى الكلام اللي بيتقري».
كذلك الأنشطة اليدوية التي يمارسها الطفل أو القراءة بشكل خاص مسؤولة أيضاً، عن الذاكرة التي تسجل الكلمة، وتستدعيها مرة أخرى، وترابط الكلام نفسه مع بعض، وتوصيل الفكرة إلى المتلقي الذي يقرأ في الكتاب، وعن الذاكرة التذكيرية المرتبطة بوجود الكلمة ورقم الصفحة، وهي عكس الإفادة التي يحصل عليها الأطفال الذين يستمعون إلى الفيديوهات، لأنهم يكونوا متلقين سلبيين، إذ «أنه بمجرد الاستماع الى كلمتين في الفيديو، يثق بالمعلومة، وهنا لم تعمل باقي أجزاء المخ»، بحسب الطبيبة النفسية.
تأثير الأجهزة الذكية على النوم والدراسة
أكدت «صفاء» ان استخدام الشاشات نفسها، يؤثر على نوم الأطفال، لأن معظمهم يستعملون تلك الأجهزة الإلكترونية: «لو عنده قلق بيصحى يفتح الموبايل جنبه أو التابلت، ويتفرج عليه وقت أطول»، بالتالي الضوء الأزرق الخارج من الأجهزة الإلكترونية يؤثر على إفراز مادة الميلاتونين، التي يفرزها المخ، وهي الهرمون المسؤول عن النوم، بالتالي يؤثر عدم انتظام النوم على نمو الطفل وصحته الجسدية.
وتؤثر الشاشات التي يتعرض لها الطفل أيضا، على دراسته، بحسب الطبيبة النفسية: «الطفل اللي قاعد طول الوقت قدام شاشة الموبايل، وقدامه على طول خلفيات موسيقية وألوان وحركة، بتكون المدرسة بالنسبة له مملة، لأن الميس بتشرح وهي واقفة، ومفيش خلفية موسيقية، وكلامها كله علمي، فبيكون زهقان وشايف الموضوع ممل، واستيعابه أقل من أقرانه اللي بيكونوا منتبهين مع المدرسين، لأنهم قليل لما بيقعدوا قدام الشاشات، وتركيزهم بيكون أحسن»، إذن لا يسبب استخدام الأطفال للأجهزة الذكية والشاشات الإلكترونية التخلف العقلي، لكنه يؤثر بالسلب على تطور الذكاء والمهارات الذكائية الموجودة لدى الطفل.