علاقات و مجتمع
موهبة فنية برعت فيها هدير أحمد، طوّعتها في مشروعها الذي بدأته منذ ثلاثة أعوام في مدينة شرم الشيخ، عن طريق هدايا فرعونية قابلة للأكل توضع داخل صندوق يعكس الهوية المصرية، لجذب الأجانب وتنشيط السياحة داخل المدينة.
كيك قابل للأكل بهوية مصرية
هدير أحمد، 31 عامًا، ابنة محافظة الإسكندرية، تروي لـ«هن» أنّها حصلت على ليسانس آداب قسم انثربولوجيا بجامعة الإسكندرية، وانتقلت إلى شرم الشيخ منذ 7 أعوام، وفكّرت في إعداد الكيك والمخبوزات للأجانب الذين يفضلون الأشكال الفرعونية من مختلف المنتجات: «الأجانب بيحبوا الحاجات الفرعوني أوي، ولو لقوا هنا في شرم الشيخ حاجة عليها هرم بيشتروها بصرف النظر عن إيه جواها، وأي شكل فرعوني بيشدّهم جدًا».
بدأت «هدير» في البداية بطباعة صور تحمل الهوية الفرعونية لصناعة بوكس الحلويات وبعض المخبوزات القابلة للأكل مثل «الشيكولاتة والدوناتس والكوكيز»، لتصبح الفتاة الثلاثينية أول من يبتكر هذه الهدايا في شرم الشيخ: «أول بوكس صممته كان لسائحة من ليتوانيا أخدته مني في شرم وسافرت بيه ليتوانيا، وكانت مبسوطة بيه، وتاني بوكس سافر إيطاليا واللي بعده سافر إنجلترا».
إقبال واسع على هذه الهدايا من قِبل الأجانب خاصة مع تنقل البعض بـ«البوكس» الذي يحمل الأشكال الفرعونية داخل المطارات، دفع العديد من الجنسيات للسؤال عن مصدر هذه الحلويات: «السائحة الليتوانية قالت لي إنّ كل الناس في المطار كانو بيسألوها هي جايبة البوكس منين لأنّ لفت نظرهم شكله، ودي الفكرة اللي كنت عايزة أوصلها».
وتحرص «هدير» أن تعجن المخبوزات وطهيها حسب الطلب، أو وفقًا لميعاد سفر السائح حتى تظل المخبوزات طازجة لحين وصوله، وبحسب الطاهية المصرية تظل المخبوزات لمدة 3 أو 4 أيام على الأكثر: «العميل بيبلغني مثلا أنّه مسافر بليل فـ بجهز الحاجة الصبح وبخبزها، وفي ناس بتقولي أنّها بتقعد معاهم بالـ4 أيام».
«هدير» تستغرق 3 ساعات في الطلب الواحد
وعادة ما تستغرق الأشكال الفرعونية التي تصممها «هدير» حوالي 3 ساعات للطلب الواحد بداية من صبّ قوالب الشيكولاتة وضبط درجة حرارتها ودهانها بـ«الداست الغذائي» الذهبي اللون، وتعتمد في التصميم على الأشكال الفرعونية المُفضلة للأجانب مثل إيزيس وكليوباترا وكل الرموز الفرعونية: «الأجانب عادة مبيطلبوش شكل محدد، ولكن بيحبوا أي شكل فرعوني يشير للهوية المصرية».
وتشهد «هدير» إقبالًا من جنسيات مختلفة مثل إنجلترا وأوكرانيا وإيطاليا، وتحلم أن ينتقل المشروع الذي بدأت بالترويج له على منصات التواصل الاجتماعي ليصبح مشروعًا على أرض الواقع: «نفسي أفتح محل وميكونش المشروع أون لاين بس، أنا عندي زباين كتير ومن كل الجنسيات ومنهم ناس بتحجز معايا قبل حتى ما ينزلوا شرم الشيخ، ونفسي أخد مكان وأكبر المشروع، لأنّ عدد الأوردرات اللي باخدها قليل، فلما يكون معايا حد هاخد أوردرات أكتر وهقدر أكبر المشروع أكتر».
وبسبب تواجدها في مدينة شرم الشيخ، حرصت هدير أحمد على المشاركة في مؤتمر المناخ COP27 الذي أقيم بالمدينة المصرية خلال العام الماضي، وترك بصمتها من خلال إعداد «كيك» على شكل الكرة الأرضية لـ اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، ووضعت عليها أوراق شجر من عجينة السكر، ذات اللون الأخضر، وكتبت عبارة «لننقذ العالم معًا» باللغة الإنجليزية: «وقتها كان فيه مجموعة من الوزراء موجودين عند المحافظ وشافوا شغلي وانبهروا بيه، إن أنا بنت وسني صغير وبعمل الأفكار دي لوحدي».
وتحرص «هدير» دائمًا على إدخال كل ما هو جديد في عالم المخبوزات، بالإضافة إلى صنع أشكال جديدة بناء على طلب الأجانب، الذين يميلون عادة إلى الأشكال البحرية: «أنا كل مرة بعملهم حاجة جديدة، ومعظم الأجانب بيطلبوا حاجات بحرية وفرعونية، فـ كل مرة بدّخل حاجة جديدة على حسب طلباتهم، ولما بلاقي إقبال على حاجة معينة بدخلها في شغلي».