علاقات و مجتمع
بعينين مغلقتين وأنامل مبدعة تجد السيدة نسمة النص تنظم الخيوط وترتبها بشكل محكم وأنيق، لتعطي شكلًا فنيًا بمظهر جمالي، ومن خلال الخيوط والعقد تنتج فن المكرمية الذي يعتمد على اختيار وتنسيق الألوان، ولم يُعقها فقد بصرها، إذ اعتمدت على أن الإرادة هي نور الحياة وعينها التي ترى بها.
فقد البصر وتعلم المكرمية
بحرفية تامة وبصيرة أنتجت «نسمة» آلاف الأشكال من المكرمية، وعن فقدها للبصر وتعلمها الحرفة، قصت لـ«هُن»: «عملت حادثة وأنا في ابتدائي سببت لي ضمور في المخ والعصب البصري، ففقدت بصري، وبعد سنتين ذهبت إلى مدرسة في محرم بيه للبنات، ومنها دخلت كلية الآداب قسم التاريخ، ولحبي للمشغولات اليدوية تعلمت المكرمية من جارتنا، وأنتجت مفارش وشنط».
حرفة المشغولات اليدوية
تعلمت كل فنيات المكرمية وأشكالها المختلفة، ثم التحقت بإحدى الجمعيات للمكفوفات، ما جعل لها فرصة للتعلم أكثر بطريقة برايل مشغولات المكرمية، وكيفية الإنتاج منها، وأشكالها المختلفة: «دخلت الجمعية وتعلمت في فترة بسيطة كل المتعلق بالمكرمية، وبطريقة برايل أنتجت آلاف القطع من الشنط والمفارش والفوانيس، وصناعة الأحجام المختلفة والدخول في المكرمية بمواد أخرى من الخرز للأشكال المختلفة».
إصرار ونجاح نسمة
أصبح لدى «نسمة» باع كبير في الحرف اليدوية واستطاعت أن يكون لها دخلًا مخصصًا من مشغولات صناعة يديها: «عندي معلومات في معرفة كل أنواع الخيوط، وعمل كل المنتجات، والحمد لله منتجاتي بتتباع، ولما بتتعرض بتعجب كل الناس، وعندي طموح في فتح محل لكل شغلي اليدوي، وأنتج أشكال مختلفة يدوية من الخرز، لأني تعلمت غرزة السجاد اليدوي والعقدة بطريقة برايل».