علاقات و مجتمع
منذ بداية انطلاق مبادرة حياة كريمة وفعاليات التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، كان للمرأة دورًا ملحوظًا في ميدان التطوع بكافة الأنشطة لخدمة الأسر الأكثر احتياجا في كافة محافظات الجمهورية، حتى استحق بعضهن التكريم من السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية في مارس الجاري خلال احتفالات شهر المرأة.
«الوطن» تواصلت مع عدد من المتطوعات في مبادرة حياة كريمة وأنشطة التحالف الوطني، في شهر المرأة مارس، وقبل ساعات قليلة من انطلاق فعاليات مبادرة «كتف في كتف» أكبر حدث وأضخم مبادرة حماية اجتماعية في تاريخ العمل الأهلي التنموي المصري باستاد القاهرة لدعم الأسر الأكثر احتياجا وتوفير أكثر من 4 ملايين صندوق من المواد الغذائية في جميع المحافظات، لكل واحدة منهن حكاية مختلفة دفعتها للتطوع.
حياة كريمة في الشرقية
منذ نحو ثلاثين عاما تعمل سميحة إبراهيم، رائدة ريفية في قرية أولاد صقر بمحافظة الشرقية، وتولت مسؤولية التوعية لعشرات من السيدات والأمهات رغبة في التخلص من العادات الخاطئة في الزواج والإنجاب، لإحداث تغيير حقيقي في مجتمعها الريفي الذي يعاني من أفكار مغلوطة متوارثة، بحسب تعبيرها.
كانت تطوف على منازل القرية تقترب إلى قلوب السيدات وتكسب ودهن لتستطيع إقناعهن بالأفكار الصحيحة، وبحسب روايتها لـ«الوطن» استطاعت بمرور الوقت تغيير عادات كثيرة كانت منتشرة في محيط قريتها.
وإلى جانب عملها كرائدة ريفية، تتولى تثقيف السيدات والتوعية بكافة أمور الصحة الإنجابية والزواج والتغذية السليمة، تطوعت الأم الخمسينية، في فعاليات مبادرة «حياة كريمة» كمنسقة في الوحدة المحلية بالفرايحة التابعة لمركز أولاد صقر بالشرقية، تتولى مهام حصر الأسر الأولى بالرعاية والأطفال الأيتام لصرف المساعدات العينية لهم في إطار المبادرة الرئاسية، وبحسب روايتها، لـ«الوطن» رغم المجهود المبذول في تلك المهام التي أسندت إليها إلا أنها تحب التطوع لمساعدة الآخرين.
فرح تتطوع لخدمة أهل سوهاج
رغم صغر سنها، وطبيعة المجتمع الصعيدي الذي تعيش فيه ويقيد خروج الفتيات وسفرهن بعض الشيء، إلا أن «فرح عاصم» نجحت في أن تجعل من التطوع حياة أخرى لها بجانب الدراسة الجامعية، وبحسب روايتها في بداية حديثها لـ«الوطن» بدأت من عمر 19 عاما، من خلال التطوع في أنشطة مؤسسة صناع الخير بمحافظة سوهاج، حيث تسكن.
تتطوع «فرح» في حصر البيوت المستحقة والأسر الأكثر احتياجا في محافظتها، إلى جانب مشاركتها في فعاليات التحالف الوطني للعمل الأهلي، حيث تشارك فرق المتطوعين في توزيع كراتين المواد الغذائية للأسر المستحقة، إلى جانب حصر البيوت التي تحتاج إلى تدخلات عاجلة، وبحسب قولها، شجعها على التطوع أفراد أسرتها حبا في مساعدة الآخرين.
أوائل المتطوعين في سيول النوبة
الدكتورة رشا عبد التواب، من أوائل المتطوعين لإنقاذ ضحايا سيول النوبة التي وقعت خلال شهر نوفمبر من عام 2021، بادرت بحصر المنازل المتضررة وعدد المصابين على الأرض منذ الساعات الأولى لوقوع الأزمة، وبحسب روايتها لـ«الوطن» تتطوع في أنشطة المبادرة الرئاسية بمحافظة أسوان منذ تدشينها إلى جانب عملها الأساسي كأستاذ مساعد بجامعة أسوان، وذلك حبا في مساعدة الأهالي.
وتابعت الدكتورة رشا، حديثها عن التطوع ضمن مبادرة حياة كريمة وأنشطة مبادرة كتف في كتف برعاية التحالف الوطني للعمل الأهلي بمحافظة أسوان، بأنها تتولى أيضا حصر المستحقين للمساعدات العينية لتوصيلها إلى المنازل، فضلا عن توصيل شكاوى المواطنين إلى الجهات المسؤولة.
وعن تكريم السيدة انتصار السيسي لها، قالت: «حسيت إنه تقدير لتعبي في خدمة أهل بلدي وتحفيز ليا عشان أكمل مشوار التطوع»، بحسب تعبيرها.