علاقات و مجتمع
تركت المرأة بصمة واضحة في العالم، منذ فجر التاريخ، بداية من الملكات اللاتي حكمن أعرق الدول وأكبر الإمبراطوريات، من العصور الوسطى حتى الآن، وصولا إلى الرائدات اللاتي نبغن في مجالات شتى، منها الرياضيات، والبرمجة، إلى جانب الدور السياسي والإصلاحي، ومطالبة النساء بحقوقهن في التمكين والمساواة.
إميلين بانكيرست
من السيدات اللاتي طالبن بحقوق النساء حول العالم الناشطة السياسية البريطانية إميلين بانكيرست، آدا لوفلايس، جوزفين بتلر، التي قائدة الحملة البريطانية الشهيرة باسم سوفرجت، وساعدت المرأة في الحصول على حق التصويت في عام 1918.
وُلدت إميلين بانكيرست، يوم 15 يوليو سنة 1858 في مانشستر، وحرصت أسرتها على مشاركتها في النشاط الاجتماعي، وكانت تقرأ الكتب وهي صغيرة كجزء من الحركة الداعية لإنهاء العبودية في أمريكا.
حسب موقع «the history press»، البريطاني الذي يوثق وقائع التاريخ، فإن «إميلين» بدأت تقرأ في الثالثة من عمرها، كما قرأت الأوديسة في التاسعة من عمرها كما استمتعت، ويعتبر كتاب الثورة الفرنسية مفضلا لها، وظل مصدر إلهامها طوال حياتها.
آدا لوفلايس
ولدت آدا أوجستا الملقبة بـ «البارونة» عام 1815، وهي ابنة الشاعر جورج جوردن، وزوجته آن أيزابيلا ميلبانك باروناس.
وتعد آدا لوفلايس عالمة الرياضيات، أول مبرمجة حاسوب في التاريخ، وذلك قبل نشأة الحواسيب بشكلها المتعارف، وطوّرت برامج لآلة تشارلز باباج التحليلية، وأسست القواعد للغات البرمجة الحديثة؛ ولذلك جرى تكريمها بإطلاق اسمها على لغة آدا.
مرت «آدا» بطفولة قاسية، إذ لم يحدث أي تواصل بينها وبين والدها، الذي توفى وهي بعمر التاسعة، بينما لم تكن علاقتها وثيقة بوالدتها، وأشرفت جدتها على رعايتها.
وكانت «آدا» تعاني من الأمراض منذ طفولاتها، ففي عمر الثمانية عانت من صداعًا حجب عنها الرؤية لفترة مؤقتة، وعند 1829 كانت مشلولة بعد نوبة من الحصبة اضطرتها لترتاح في السرير لمدة سنة، وذلك يُعد أمتدادًا لمدة الإعاقة في 1831، وكانت تمشي بواسطة عكازات.
واصلت «آدا» تعليمها خلال مرضها، ودرست الرياضيات في سن مبكرة، إذ أخذت دروسًا خاصة في الرياضيات والعلوم، وكان أساتذتها ويليام فريند وويليام كينغ وماري سوميرفيل.
جوزفين بتلر
نشأت بتلر في أسرة غنية ولديها علاقات سياسية تقدمية، وهذا ما ساعدها في تطوير وعيها الاجتماعي القوي وإيمانها الراسخ بالمثل الدينية، وتزوجت جورج بتلر الكاهن الأنجليكاني ومدير مدرسة، وأنجبت أربعة أطفال آخرهم «إيفا» التي توفيت إثر حادث، وتُعد هذه نقطة تحول لبتلر، التي كرثت مشاعرها لمساعدة الآخرين بدءًا بسكان أحد المنازل الإصلاحية المحلية.
وساهمت جوزفين بتلر، الأخصائية الاجتماعية البريطانية، والناشطة النسوية، في إلغاء أزمة التمييز ضد النساء في إنجلترا، كما جاهدت حتى تُصدر الحكومة البريطانية قوانين تمنع تجارة الرقيق الأبيض، وطالبت بالتعليم العالي للنساء، كما شاركت في حملة لإلغاء قوانين الأمراض المعدية، وهي التشريعات التي حاولت السيطرة على انتشار الأمراض التناسلية.