علاقات و مجتمع
«ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا» كلمات شعر قالها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش تعبر عن صمود الفلسطينيين وتمسكهم بالأمل رغم ما يعانونه من صعاب وموت شبه يومي، وهذا ما يحدث الآن في غزة، وجسدته سيدى فلسطينية، فبعد أن كتب لها القدر النجاة من الموت تحت طائرات قوات الاحتلال الإسرائيلي، حينما قصفت منزلها في إحدى المناطق السكنية في قطاع غزة، الذي تحول إلى مجموعة من الآثاث المدمر والمتناثر، قررت الأم الفلسطينية أن تتجاهل الألم والحزن على فقدان بيتها وبعض من أفراد أسرتها، وأمسكت بطفلتها الصغيرة تلاعبها كأنها تجلس في إحدى الحدائق الخضراء في أمان وطمأنينة.
أم فلسطينية تلاعب طفلتها على أنقاض منزلها
مقطع فيديو نقله التليفزيون الفلسطيني، يوثق قوة المرأة الفلسطينية على تحمل المأساة التي بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يتوقف عن مواصلة عدوانه على المدنيين والأبرياء لمدة وصلت إلى 46 يوماً، فرق خلالها شمل العائلات، وترك الآف مشردين في الشوارع بلا مأوى، إلا أنه لم يتمكن بعد من قهر أهل غزة، فالقدس والأقصى يجريان مجرى الدم في شريانهم، ولا سبيل أمامهم للتخلي عن أراضيهم مهما كلفهم الأمر، حتى لو كانت أرواحهم.
ضربت السيدة الغزاوية مثالاً يحتذى به في الصبر والقوة والثبات، إذ قررت إحدى الأمهات التي هدم جيش الاحتلال منزلها، أن تخفف الحزن عن ابنتها الصغيرة وحاولت مداعبتها حتى لا تشعر الطفلة بالخوف أو الرعب من الأصوات التي لا تكف، والمجازر والدماء التي لا تنضب.
سيدات غزة صامدات رغم الإبادة الجماعية
وعلى الرغم من المعاناة التي تعيشها سيدات قطاع غزة، إلا أن ابتسامتهن لم تكن غائبة في تلك الأجواء التي تمتلئ بالحرب والخسائر البشرية والمادية، فمنذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، خسرت غزة آلاف من سيداتها منهن الفتيات الصغيرة وكبار السن، إذ لم يفرق العدوان الغشيم بين المرأة أو الرجل، الصغير الصغير منهم أو الكبير، ولكن بين كل تلك المحن، ظلت المرأة الفلسطينة عنونا للصمود والقوة حول العالم.