علاقات و مجتمع
طرق متقاطعة يستحيل معها أن يتقابل الثنائي المصري، واللبنانية، رغم ذلك كان للحب الكلمة العليا، فبينما يعتقد البعض الحب رفاهية، استطاع الثنائي أن يجعله أساس الحياة، به استقامت رغم الاستغناء عن كثير من الضروريات، فالحياة الهادئة المستقرة لها ثمن كبير، استوعبه عنان ومهدية جيدا، واتفقا على السير معا مهما كانت المعوقات، ومن لبنان إلى مصر وتركيا، وثَّقت واحدة من قصص الحب الاستثنائية الممتعة.
تعليق على صورة عبر واتساب فتح باب الحب بينهما
حينما تيقن كل منهما ألا يوجد للآخر نصيب في الحياة دون الآخر، فمهدية منخرطة في الأعمال والدراسة وكذلك عنان، ولكن وحدها الصدفة والمزاح جمعتهما، من نكتة ألقاها الرجل المصري عنان الجلالي على صورة مهدية فتاح، فكانت بمثابة الشرارة التي فتحت قلوبهما، تنحصر حياة اللبنانية الهادئة بين والدها وأسرتها وعملها، فقد انشغلت بالعلم، ولكن فجأة انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد أن تعرف إلى عنان، الذي بدأ التعارف باستفزازها، ولكن لم يكن يعرف بأن تعليقه على صورتها عبر تطبيق واتساب، سيفتح له باب الحب، حيث كانت الصدفة شاهدا على تعارفهما.
في ذلك الوقت كانت مهدية منشغلة بدراستها، ومسيرتها العلمية، فهي تروي في تصريحات خاصة لـ«هن»، إنه بعد الثانوية كانت ترغب في دراسة الطب، لكن والدها دفعها لدراسة هندسة الاتصالات ثم سافرت إلى روسيا، وهناك جمعت بين دراسة الاتصالات ورغبتها القديمة في دراسة الطب، تحديدا جراحات الوجه والفكين، وتفوقت على كل زميلاتها، ثم درست الأدب الروسي، ثم حصلت على الدكتوراه الفخرية في ريادة الأعمال من جامعة كامبردج ثم دبلومة في الإعلام، كما درست علوم الأديان الإسلامية والمسيحية.
كيف بدأ تعارفهما؟
كلاهما مرة بتجارب علمية ومشاريع تجارية كبيرة، كان معها صعب أن تتلاقى الطرق، فعنان الرجل السبعيني، يعمل في السياحة قادته الصدفة وأعماله ليلتقي «مهدية»، الفتاة التي تبلغ من العمر 38 عاما، حيث طلب منها التواصل مع رجل سياحة مصري، هو عنان، وترتيب موعد معه بعد وصوله بيروت، للتشاور حول مشروع سياحي مزمع إقامته مع رجل أعمال لبناني وبتنسيق مع وزير الإعلام اللبناني، وبعد أن حصلت على رقم هاتفه المصري حدثت سخرية على صورتها، وبعد الموقف السيئ تقابلا للقاء الأول في تركيا.
من هنا بدأت القصة وأصبحت تركيا أول شاهد على لحظات الارتباط والحب بينهما، وبعد 3 أشهر خطب عنان حب حياته الجديد، وبعد 3 أشهر أخرى تزوج من مهدية، والتي أطلق عليها اسم هدية، فهي أصبحت هديته في الحياة، رغم أنه تخطى 70 عاما، ولكنه حاول بكل الطرق الوصول إلى عالم مهدية الخاص، تقول مهدية، «شعر كل منا إنه لا يستطيع العيش بدون الآخر بعد أن تنبأت صديقتي الروسية بزواجنا»، تركت مهدية أحلامها وحياتها ومشوار نجاح كبير قطعته طوال فترة الدراسة والعمل من أجل الزواج والاستقرار ومن أجل حبها.
كان عنان يتحدث عن مهدية وكأنها حلمه الذي تحقق أخيرا، ورغم اعتبار البعض أن الحب رفاهية إلا أنه بحسب تعبيره هو أساس الحياة، والتي تستقيم به، مهما كان الانشغال موجودا، «الحب ده غيَّر حياتنا تماما وغيَّر من خطط العمل والطموحات والمسار الذي كان يرسم لنا»، فكل منهما يرى الآخر بشكل وزوايا إنسانية مميزة فهي تصفة بالحنون الطيب، أما هو فيقول عنها لم أرَ مثلها، إنسانة رائعة، نموذج للمرأة المكتملة.