علاقات و مجتمع
وسط عشرات النساء، وقفت إيمان سليم في جانب معتم بمحكمة الأسرة في إمبابة، ترتدي نظارة سوداء تخفي ملامحها الجميلة، تستند على جدار القاعة برأسها، تتشبث بيدها طفلة عمرها 9 سنوات، وتنتظر على أحر من الجمر لحظة خروج الحاجب لينادي على رقم دعواها لتدخل للقاضي، وتشكو له ما أصابها منذ الليلة الأولى لزواجها.
دموع وصلح أمام محكمة الأسرة
وفي الطابق الثاني من محكمة الأسرة، ظهر رجل يراقب عقارب ساعته، فتركت الطفلة يد والدتها وأسرعت إليه وهي تردد باكية «وحشتني يا بابا» واحتضنها، وبعد دقائق خرج الحاجب لينادي على الدعوى رقم 2917، وفور دخولهم طلب القاضي من الحضور الهدوء لسماع سبب دعوى الطلاق للضرر التي أقامتها الزوجة بعد 15 عاما من الزواج، وبعد انتهاء الجلسة بالصلح روت الزوجة لـ«الوطن» سبب الخلاف والعودة.
إيمان: والدي وافق على زواجي دون رأيي
«الزواج من راجل غني كان هدف والدي الوحيد»، بهذه الجملة بدأت «إيمان» حديثها عن معاناتها التي عاشتها قبل 16 عاما، قائلة إنه بعد دخولها الجامعة التقت «مهدي» زوجها، وبعد فترة من التعارف شعرت أنه معجب بها، وبعد مدة تقدم لخطبتها وقبل أن تفكر هي في الأمر، وافق والدها عليه.
إيمان: عائلته عاملتني بقسوة
وبصوت سيطر عليه الحزن، قالت إنه بعد خطوبتهما كانت عائلته تتعامل معها بقسوة، وعندما كانت تشكو لوالدها ينصحها بأن تحمد الله على خطبتها لرجل مثله، ويجبرها أن تتغاضى عن تصرفاته السيئة، وبعد فترة من الشكاوى قررت أن تفسخ خطبتها لكن الجميع اعترض على قرارها، ولكن ما شكّل لها صدمة كبرى قبل زفافها بأسبوعين، هو أن منزل الزوجية سيكون في بيت عائلته، ورغم رفضها الشديد إلا أن والدها أجبرها على الموافقة.
أنجبت طفلتها بعد 6 سنوات
«بعد الزواج بأيام، أهله كانوا بيتعمدوا يوروني الفرق بين عيشتي القديمة والجديدة، وكنت بحس بإهانة شديدة، وفي أول 5 سنين ربنا مأردش إني أخلف منه»، هكذا أكملت الزوجة حديثها، موضحة أنه بعد بعد حملها عاشت حالة من الفرحة وفترة سلام مع الجميع، لكن الحال تبدل بعد ولادتها طفلتها الأولى، وطلبت من زوجها تكرارا العيش بمفردهما في منزل مستقل، لكنه كان يرفض دائما، بل ويعنفها أحيانا.
اعتذار وشقة جديدة
وبعد أن فاض بها الكيل تركت «إيمان» منزل عائلته، حسب قولها، طالبة الطلاق لكنه كان يماطل معها، ولمدة عامين كان يستغل فيهم مشاعر طفلتهما، حتى قررت أن تلجأ للقضاء، وخلال الجلسة تمكن القاضي من حل مشكلتها، وكان الصلح مقابل شقة جديدة تعيش فيها برفقته وطفلتهما الصغيرة، التي دائما ما كانت تبكي لفرقة والديها، وخلال الجلسة دافع الزوج عن نفسه أولا، ثم وعدها بتعويضها وحسن معاملتها واعتذر لها، وتم الصلح بينهما.