08:57 م
الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
كـتب- علي شبل:
من بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، كان هناك صحابي له منزلة فريدة، لدرجة أن ملائكة السماء كانت تستحي منه.. فمن هو هذا الصحابي الجليل، وما الذي ميّزه ليصل إلى هذه المكانة؟
هذا الصحابي الجليل هو عثمان بن عفان، رضي الله عنه، المُلقب بـ”ذي النورين”، ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد أحب الناس إلى رسول الله ﷺ، والذي اشتُهر بخلقٍ نادر وحياء عميق جعله رمزًا للورع.
وعن سبب استحياء الملائكة من سيدنا عثمان بن عفان، رضي الله عنه، هو أخلاقه وعفته وحسن سيرته، التي دفعت الناس لحبه بشدة، وكان رضي الله عنه أيضًا شديد الحياء، فأضفى ذلك عليه هيبة ووقارًا وحياء من الآخرين حتى من الملائكة، ولعله تفرد بدرجة هذا الحياء.
وقد أخرج الإمام مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُضطجِعًا في بيتِه كاشفًا عن فخِذَيْه فاستأذَن أبو بكرٍ فأذِن له وهو على تلكَ الحالِ فتحدَّث ثمَّ استأذَن عُمَرُ فأذِن له وهو على تلكَ الحالِ فتحدَّث ثمَّ استأذَن عُثمانُ فجلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسوَّى ثيابَه فدخَل فتحدَّث فلمَّا خرَج قالت عائشةُ : يا رسولَ اللهِ دخَل أبو بكرٍ فلَمْ تَهَشَّ له ولَمْ تُبالِ به ثمَّ دخَل عُمَرُ فلَمْ تَهَشَّ له ولَمْ تُبالِ به ثمَّ دخَل عُثمانُ فجلَسْتَ فسوَّيْتَ ثيابَك ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (ألَا أستحي مِن رجُلٍ تستحي منه الملائكةُ).
الصحابي الجليل هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يلتقي مع الرسول “صلى الله عليه وسلم”، في عبد مناف، وأمه أروى بنت كريز وأم أروى أم حكيم، وهي البيضاء عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنت عبد المطلب.
أما كنية الصحابي الجليل هو عثمان بن عفان فهي “أبو عمرو” في الجاهلية، و”أبو عبدالله” في الإسلام، وله عبد الله ابنه من السيدة رقية بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
لماذا سمي “ذَو النُّورَيْنِ”؟
وسُمِّيَ سيدنا عثمان “ذَو النُّورَيْنِ”؛ لأنه تزوج بنتي النبي صلى الله عليه وسلم، وبدأ بالسيدة رقية وبعد وفاتها تزوج السيدة أم كلثوم، وقيل: (لَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ ابْنَتَيْ نَبِيٍّ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَحَدٌ إِلَّا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ).
وكان عثمان رضي الله عنه من أحسن الناس خُلقا وأشدهم حياءً، فروى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي: أَبُو بَكْر، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ: عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ…)، وصححه الألباني في “صحيح الترمذي”.
وروى الطبراني في “المعجم الأوسط” عَنْ عَائِشَةَ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ عُثْمَانَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ، تَسْتَحْييِ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ)، وصححه الألباني في “صحيح الجامع”.
اقرأ أيضًا:
أمين الفتوى يوضح حكم مكياج المرأة وعمليات التجميل: جائز بشرط النية الصالحة
هل الأظافر الصناعية والمونيكير تبطل الوضوء؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)