علاقات و مجتمع
صاحبة الصوت الدافئ، أيقونة من أيقونات الغناء في العالم العربي، القائزة بقلوب الجمهور فايزة أحمد، فرغم نبرة الشجن في صوتها، إلا أن أغنياتها تميزت بالتنوع والثراء الطربي، والإبداع على مستوى الكلمة، لتعيش أغانيها وتتناقل عبر مسامع الأجيال المختلفة، إذ قدمت كثير من الأغاني، بخلاف الأفلام، لنعيد إحياء سيرتها في ذكرى ميلادها.
فايزة أحمد.. من لبنان إلى مصر
ولدت فايزة أحمد 5 ديسمبر عام 1930، في صيدا بجنوب لبنان، لأب سوري وأم لبنانية، وبدأت مسيرتها في إذاعة بيروت، حيث اكتشفها الملحن محمد النفاجى وتزوجها، وظهرت لأول مرة كمطربه بالإذاعة اللبنانية عام 1946، وأتت إلى مصر في أوائل الخمسينيات، لترتبط بالشاشة والأسرة المصرية، من خلال الغناء والتمثيل.
ارتباطها بالأسرة المصرية
جاءت من بلدها واشتهرت بأداءها السينمائي المرتبط بالأسرة، لتظهر من خلال أغنية «حبيبي يا أخويا»، عام 1957، منشدة كلماتها «يا غالي عليا يا حبيبي يا أخويا، يا أجمل هدية من أمي وأبويا، يا سائل عني ومداري عليا»، لتغنى في كل المناسبات المرتبطة بالأخ، إبراز دوه كداعم وسند ومحب مخلص لأخواته.
اقرأ أيضًا: محمد سلطان يروي تفاصيل الزواج والانفصال مرتين عن فايزة أحمد: المأذون بكى
«ست الحبايب» في كل بيت
تواصل فايزة أحمد، الغناء للأسرة، وتنطلق بقوتها الكبري، بأغنية «ست الحبايب» عام 1959، بعد أن كتب كلماتها حسين السيد ولحنها محمد عبد الوهاب، خلال 15 دقيقة فقط، قبل أن يتصل بفايزة أحمد لتسارع بالحضور، وظلت تدرب على غنائها لتظهر بها يوم 21 مارس مساءً، ومنذ ذلك الحين ارتبط بكل أم، والطفل يبدأ منذ أولى لحظاته يردد «يا أغلى من روحي ودمي يا رب يخليكِ يا أمي».
«زمان سهرتي وتعبتي وشبلتي من عمري ليالي، ولسه برضوا دلوقتي بتحملي الهم بدالي»، كلمات لم تفارق ذهن حنان حسين، السيدة الأربعينية، إذ عبرت خلال حديثها لـ«هُن»، أن ذكرياتها مع كلمات «ست الحبايب»، وصوت فايزة أحمد لم يفارق بالها، إذ كانت تقدمها لوالدتها مريضة السرطان كل يوم، وتردد لها ألحانها: «نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي، لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي».
ياما القمر على الباب
تظهر من خلال فيلم «تمر حنة»، فتاة غجرية ترقص في الموالد وتنتمي لطبقة فقيرة، ليعجب بها أحمد ابن العمدة الثري، ويحاول بشتى الطرق أن يقربها إليه، ويكذب على والده بأنها بنت باشا، ويراهنه عليها، لتكتشف ذلك بأنه لا يحبها، وغنيت خلال الفيلم عام 1957 كلمات الأغنية: «يامة القمر على الباب نور قناديله، يامه أرد الباب ولا أناديله، مسكين بقاله زمان، عينه على بيتنا»، لترتبط بكل عريس يأتي إلى بيت المصريين، وتظل ترددها العروس ووالدتها.
بيت العز يا بيتنا
تغني فايزة أحمد، أغنية «تعالالي يا أبا»، عام 1961 من خلال فيلم «أنا وبناتي» بطولة ذكي رستم، الذي يحكي عن رجل أرمل يعيش مع بناته الأربعة، لكنه طيلة الوقت يضيق عليهن فيما يتعلق بالتربية، وتتوالى أحداث الفيلم حتى يقع الأب في مشكلات ويذهب بعيدًا عنهم، لتغني أغنية «تعالالي يا با» التي ترتبط بكل ابنة مكلومة لفقدان أبيها.
ومثلما كان يوجد الحزن يوجد الفرح، لتغني أغنية «بيت العز» الذي ظهرت في الفيلم بكلمات الفرح: «بيت العز يا بيتنا على بابك عنبتنا، لها خضرة وضليلة بترفرف على العيلة، وتضلل ياحليله ياحليله من أول عتبتنا»، لترتبط بالبيت المصري ومظاهر الفرح.
وتظهر فايزة أحمد بعد ذلك في فيلم «منتهى الفرح» عام 1963 بأغنية «لحد إمتى يا حبيبي»، التي ترتبط لدى الفتيات بمشاعر الفراق بداخلها: «لحد إمتى يا حبيبي لحد إمتى، تكون بايعني وتكون حبيبي، الوداع قبل ما تقولها لي أنت رايح أقولها لك وأسيبك».
سبب وفاة الفنانة فايزة أحمد
رحلت أيقونة الحب عن عالمنا يوم 21 سبتمبر 1983، وتحدث الملحن محمد سلطان، عن اللحظات الأخيرة لها على فراش الموت، خلال لقاء تليفزيوني سابق، موضحا أنها توفيت بعد صراعٍ طويل مع سرطان الثدي: «كان في كوبلية بتقول أيوة تعبت تعبت، هي غنته ليلة وفاتها»، إذ تدهورت حالتها الصحية، ودخلت على إثرها العناية المركزة بأحد مستشفيات المعادي، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.