علاقات و مجتمع
عبر عقود طويلة تغيرت شهادة الثانوية العامة، وعدد سنواتها وقيمتها العلمية، لكن الثابت أن طقوسها ظلت أسطورة تتوارثها المصرية، وفكرة حية مستمرة، رغم اختلاف كل مظاهرها، بما في ذلك الاحتفالات، إذ تطور الأمر عبر السنوات، ومن الأغاني المخلتفة إلى توزيع الشربات والكانز، تطور شكل احتفالات الأسر المصرية بالنتيجة، ونرصدها لكم قبل ساعات قليلة من إعلان نتيجة الثانوية العامة.
احتفالات الأسر المصرية بالنتيجة
بمجرد إعلان نتيجة الثانوية العامة ونجاح الطلاب، تبدأ الأسر في الاحتفالات المختلفة، وكلما كانت نتيجة الثانوية العامة موفقة، تكون الفرحة أكبر، وبحسب حديث سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، لـ«هُن»، فإن أساليب الحياة هي التي تفرض الاختلاف: «زمان كانت الناس بتحب تقدم شربات على الأسر، كأول مظهر من الفرحة بعد النتيجة، لكن دلوقتي فيه شوكولاتة أو عزومة على الغداء أو العشاء، ومبقاش الاحتفال مبالغ فيه زي زمان، والأسلوب اختلف، بسبب عدم وجود تفاعل اجتماعي كبير».
مظاهر الاحتفال المختلفة بالثانوية العامة
باختلاف التقنيات الحديثة، اختلفت الفرحة ومظاهر الاحتفال بنتيجة الثانوية العامة، وبحسب هالة يسري أستاذ علم الاجتماع، ورئيس قسم الدراسات الاجتماعية بمركز بحوث الصحراء، لـ«هُن»: «الاحتفال بنتيجة الثانوية العامة زمان كان بيبان في فرحة العيلة، وأنها بتحتفل حتى لو بكيكة، لأن المهم نفرح الشباب أنهم نجحوا وأصبحوا أصحاب مسؤولية، ويبتدوا عملية البحث عن كلية مناسبة، وكان أهم مظهر الشربات وأغنية وحياة قلبي وأفراحة في الأحياء الشعبية، وبعدين الفلوس واللبس الجديد عشان الجامعة، لكن دلوقتي خرجت من إطار الأسرة للأصدقاء، واختلفت من الحاجات المعنوية للمادية أكتر».
من المزمار لـ«نجحنا كله يرقص»
وبحسب حديث الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع، لـ«هُن»، فإن مظاهر الاحتفال تباينت: «تبعثرت الأسرة في أماكن مختلفة الآن فاختلف الاحتفال، زمان في بعض القرى احتل المزمار البلدي والطبل مكانة خاصة، في أجواء مليئة بالبهجة، وبمجرد إعلان نتيجة الثانوية العامة، ونجاح الطلاب، تمتلئ الشوارع بأصوات الزغاريد والاحتفالات، مع تقدم الزمن وتطوره أصبح تقديم مختلف أنواع المشروبات المنعشة، في المناسبات السعيدة على رأسها الشربات».
وأضافت «سامية»، أنه اختلف الحال بالتهنئة بنتيجة الثانوية العامة، عبر «فيسبوك» وتبادل الطلاب التهاني والأمنيات السعيدة مع بعضهم البعض، من منشورات النجاح والفرحة والمباركات، ومن أشهر عادات المصريين في الاحتفال بالنجاح، كانت الاستماع إلي أغنية «وحياة قلبي وأفراحه»، وتطور الأمر للأغاني الجديدة والمهرجانات.