علاقات و مجتمع
أحبت لغة نادرة حتى أتقنتها وتميزت فيها، وطافت القارة السمراء لتنشر ما تعلمته بين أهلها تطوعًا، حتى تطبعت بطباعهم وشكلّت صداقات عديدة بينهم، وكانت سببًا في تعريف أطفال تنزانيا وشبابها بالثقافات المصرية، لتبرز جمالها الذي يستدعي الفخر دائمًا، حسب وصفها.
خلال دراستها في كلية الألسن بجامعة عين شمس، تخصصت منة ياسر، في دراسة اللغات الأفريقية، إذ أحبتها رغم ندرة انتشارها في مصر، وتطوعت فيها عبر أنشطة مختلفة، وقررت استكمال الدراسات العليا بها، «اتخصصت في اللغة السواحيلي لأني حبتها وحاليا أنا بدرس ماجستير في كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة»، تقول منة في بداية حديثها لـ«الوطن».
وأثناء دراستها اللغة السواحيلي، وهي لغة تنتشر على سواحل شرق أفريقيا، وهي لغة رسمية لدولة كينيا وتنزانيا وأوغندا؛ قدمت برامج راديو باللغتين العربية والسواحيلية، «اتدربت في مجال الراديو وبقدم برامج بالعربي والسواحيلي في القضايا الاجتماعية والحياتية» حتى وجدت مدخلا لها في وزارة الشباب والرياضة كمراجع لغوي معتمد للغة السواحيلي لدى الوزارة، حسب قولها.
نشر ثقافة مصر في تنزانيا
وخلال عملها مترجمة معتمدة لدى وزارة الشباب والرياضة، سافرت الفتاة البالغة من العمر 26 عاما، إلى دولة تنزانيا في منحة معتمدة تعادل الماجستير في الإدارة، وخلالها شاركت في العديد من الأنشطة التطوعية في دولة تنزانيا مثلت بها مصر، «لما سافرت كنت بشتغل مدير إداري في أحد المستشفيات وهناك بدأت أكون علاقات مع الناس وده كان المدخل للتطوع ونشر ثقافة مصر»، حسب روايتها.
التطوع في تنزانيا
شبكة العلاقات الواسعة التي كونتها «منة» في تنزانيا، كانت سببًا في تطوعها لتعليم الأطفال هناك للغة العربية واللغة السواحيلي والإنجليزية، حيث تم اعتمادها مترجمًا دوليا للغة السواحيلي، «كنت بدرسلّهم في أماكن عامة في الجناين وفي بعض المناطق اللي فيها أسر بسيطة».
كتب باللغة السواحيلي
إلى جانب التطوع ودراسة الإدارة، وحب الإذاعة، أحبت «منة» مجال التأليف والكتابة وألفت كتبًا باللغة السواحيلي، كان أولها في عام 2022، إذ ألفت كتابا في مجال التنمية البشرية حول الأحلام والطموحات وتم نشره في تنزانيا، وكتابًا آخر في عام 2023 يعرض قصصت قصيرة حياتية واجتماعية باللغة السواحيلي والعربية، «حاليا بعمل كتاب عن رحلتي في تنزانيا وده لسه قيد الكتابة» حسب قولها.