علاقات و مجتمع
لم يسيطر عليها سوى حب الغير، ومساعدة من حولها وخاصة أهل المدينة التي تقطن بها كان شغلها الشاغل، أنها مروة الدالي، ابنة منطقة البدرشين بالجيزة، التي وهبت وقتها وأموالها لمساعدة الغير فقط، فبمجرد رؤية سائل أو محتاج تتحرك مشاعرها على الفور، لا تأمل سوى في رؤية الابتسامة على وجههم، وربح الثواب في الدنيا والآخرة.
العديد من المبادرات والأعمال الخيرية، قامت به «الدالي» منذ عام مضى بحسب حديثها لـ «هُن» كان آخرهما عزل أعمدة الكهرباء بسبب أمطار الشتاء، لمنع احتمالية حدوث صعق أو مخاطر لأحد من أبناء قريتها.
معرض وملابس للشتاء بـ 5 جنيهات
كانت البداية منذ 2021، إذ قررت «مروة» الاستفادة من بعض الملابس القديمة الصالحة للاستعمال، لعرضها في معرض خيري مجانًا، أو بتسعيرها بسعر 5 جنيهات فقط.
مراحل كثيرة تمر عليها الملابس، من التنظيف والكي والتعبئة، وحتى بيعها لمن يحتاجها لحمايتهما من برد الشتاء: «بنجمع هدوم من المتبرعين وننضفها كويس ونكويها وبعدين نعرضها في المعرض».
متابعة: «في ناس بتتحرج تاخد الملابس ببلاش، فحطينا تسعيرة بسعر رمزي 5، و10 جنيهات للي يقدر يدفعهم، وبدأ أصدقائي كمان يساعدوني والتبرعات زادت»، مؤكدة أن الفكرة جذبت عشرات الأهالي من قريتها.
كتب مدرسية وأدوات بالمجان
ربما مساعدة أهالي قريتها بالملابس التي يحتاجوها لم تكن كافية لشعور «مروة» بالسعادة، إذ قررت في بداية العام الدراسي لحالي، توزيع الأدوات المدرسية التي يحتاجها الطلاب ويعجز الأهالي عن شرائها بالمجان لمساعدتهم في التعليم، تحت شعار «كتاب الخير».
هدايا لعاملات النظافة
من مساعدة الغير لمحاولة رسم الابتسامة على وجوههم، كانت غاية مروة الدالي، ابنة البدرشين، التي قررت خلال الاحتفالات بعيد الأم السابق، بإطلاق مبادرة «جبر الخواطر»، لتوزيع الهدايا والورود على عاملات النظافة والسيدات المكافحات، بحسب قولها لـ «هن».
«قابلت ستات وأمهات كتير من أول عاملات النظافة في الشوارع وبياعين الخضار، وأصحاب المحلات والمكتبات، ووزعت الهدايا، كل الهدايا كانت بسيطة وعينية عشان بس نفرحهم ونقدر تعبهم».
مبادرة لعزل أعمدة الكهرباء بسبب أمطار الشتاء
لم تتوقف جهود مروة عند هذا الحد، لتقرر هذا العام المساعدة من جهة أخرى، بعدما أطلقت مبادرة تحت شعار «كلنا واحد» بهدف عزل أعمدة الكهرباء الموجودة في الشارع من خلال استخدام قطع مواسير بلاستيكية وتزين بها تلك الأعمدة، وذلك لحمايتها مع تساقط الأمطار على العواميد الكهربائية والتي تسبب صعق ووفاة الآخرين.
وأكدت السيدة، أن المبادرة هي عبارة عن عزل أعمدة الكهرباء الموجوة في الشارع وخاصة المتواجدة بجوار المدارس والمستشفيات والأماكن المزدحمة، إذ تم شراء أدوات بلاستيكية «مواسير» وقصها ولصقها على العواميد الكهربائية.
كله من التبرعات ومساعدة زوجي
وأوضحت السيدة إن عمل الخير يقتصر على تبرعات الكثير ممن يحاولون مساعدة غيرهم، فضلًا عن مساعدة زوجها لها كي تقوى على الاستمرار وتحمل نفقات المبادرات.