علاقات و مجتمع
«يا روح الروح» كلمات ربما تبدو عادية إذا طُرقت على أذنيك في أي وقتًا مضى، لكنها زلزلت القلوب، وربما قشعرت الأبدان، بعدما تلفظ بها مُسن فلسطيني، وهو يودع حفيدته، يحملها بين ذراعيه وهي جثة هامدة، لفظت أنفاسها الأخيرة، وودعت عالمنا وعالم طفولتها البريئة، ليودع 5 سنوات بينهما في دقائق، تكون هي الوداع الأخير بينهما، قائلًا: «مع السلامة يا روح الروح».
دقائق معدودة هزت العالم، وشاب الرأس بسببها، لجد مفطور قلبه وهو يودع حفيدته، منتظرًا دورها في تكفينها بعدما لفظت أنفاسها الأخيرة جراء القصف الإسرائيلي على منزلهما.
أفدي صبرَك وثباتَك يا جبل
بهذا الصبر واليقين بالله تنتصر أمتنا،
إن كثرت في أمتنا هذه النماذج فاعلم أن النصر الأعظم قد اقترب pic.twitter.com/rdOPbXp2Vc— فايز الكندري (@fayezalkandary) November 22, 2023
كانت بتلعب هي وأخواتها.. وملحقتش تشوف أبوها
لحظات من اللعب والمرح، عاشتها «ريم» وأشقائها بمنزلهما قبل القصف بدقائق، يردها محمود بدوان، عم الطفلة الشهيدة لـ«هُن»: «كانوا في مكانهم في منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أطفال بيلعبوا ومستنين عودة أبوهم من مصر، لكن بدون سابق إنذار قصف الاحتلال البيت، واستشهدت ريم وأخوها طارق بينما نجت زوجة أخي وأحمد أخوهم».
وعن ظهور جدهم في المقطع، أوضح «بدوان» إنه جدها لوالدتها، ويسكن بجانبهما، ومرتبط بالطفلة ارتباطًا كبيرًا، فهي أحب الأحفاد إلى فؤاده، ولم يتوقع وفاتها بين يديه.
تطورات الحالة الصحية للزوجة والأم.. ماذا حدث للأب؟
داخل العناية المركزة ترقد الأم بصحبة نجلها «أحمد» بعدما نجا الثنائي من القصف، وفقًا لما أكده علي بدوان، والد الطفلين: «قلبي بينزف، قلبي معصور على ولادي، وأنا لسه بعيد عنهم لكن بحاول بقدر الإمكان أسافر ليهم»، وفقًا لحديثه لـ«هُن».
وعن الحالة الصحية للأم والابن الثالث: «الحمد لله عايشين وبخير، لكن صدمة الفراق صعبة، أسرتنا صغرت، كان نفسي اشوفهم وكنت راجعلهم بس الاحتلال الإسرائيلي والقدر منعنا وحرمنا».