علاقات و مجتمع
رغم مرور أكثر من 100 عام على قضية «ريا وسكينة» لكن مازالت الآذان تنجذب حول الحديث عن أحداث قصة أول سيدتين صدر بحقهما أول حكم بالإعدام في تاريخ القضاء المصري، تلك التفاصيل المروعة التي تضمنتها القضية كفيلة بأن الحديث حولها لا ينقطع.
ومع إعادة عرض حلقات مسلسل «ريا وسكينة» عبر شاشة قناة «دي إم سي»، أعيد الحديث مجددًا بين رواد «السوشيال ميديا»، حول تفاصيل القصة الحقيقية وعن مصير الطفلة «بديعة» ابنة ريا، التي كانت السبب الرئيسي في كشف ما فعلته أمها وخالتها «سكينة» وباقي أفراد العصابة في حق 17 سيدة قضتا على حياتهن بطريقة مرعبة.
يعتبر الكاتب صلاح عيسى الذي وثق قصة السيدتين في كتابه «رجال ريا وسكينة» روى مصير الطفلة «بديعة» بعد القبض على أفراد عصابة «ريا وسكينة» التي أنكرت تفاصيل ما ارتكبوه بحق السيدات، لكن النيابة، وقتها، قررت استدعاء الطفلة بديعة التي اعترفت بالحقيقة وبما رأته لتقود أمها وباقي أفراد العصابة إلى حبل المشنقة.
مصير الطفلة بديعة ابنة ريا
وبحسب ما رواه الكاتب صلاح عيسى، فإن رئيس النيابة أمر بإيداع «بديعة» في ملجأ العباسي، وهذا ما نقلته أيضًا تفاصيل أحداث المسلسل التلفزيوني، الذي وثق الحياة البشعة التي عاشتها الصغيرة برفقة أمها، وتلقيها المعاملة القاسية، ورغم ذلك كانت «بديعة» تكن لأمها حبًا كبيرًا.
وبعد أن أودعت «بديعة» في الملجأ العباسي، كانت تزور أيضًا والدتها في السجن قبل تنفيذ حق الإعدام، وعانت الطفلة من المعاملة السيئة في الملجأ لأنها ابنة «ريا»، وبسبب ذلك أصيبت بالسل الرئوي، الذي تسبب في وفاتها عام 4 نوفمبر 1924، أي بعد إعدام والدتها بثلاث سنوات.
مفاجأة في محاكمة ريا وسكينة
وخلال عرض أحداث محاكمة كل من ريا وسكينة كما وثقها العمل الدرامي، تبين من حكم القاضي أن كل من المذكورتين لم تقوما بالفعل الأساسي بالجرائم، بل اشتركن فقط بها بالقيام باستدراجهن للسيدات الضحايا البالغ عددهن 17 ضحية، وهو ما شكّل مفاجآة بالنسبة للعديد من متابعي العمل.
وتبين من حكم القضاء المصري حينها، أن كل من المتهمتين الأشهر بالقضية لم يكن هن المتهمات الأساسيات بها في قتل الضحايا، بل كان زوجيهما «عبدالعال» و«حسب الله»، ولذلك تم الحكم عليهن بعقوبة الإعدام شنقًا، لمشاركتهن في ارتكاب تلك الجرائم البشعة في ذلك الوقت من الزمن.